التعليم. وقد بينا أثر هذه الأعمال كلها في تقدم المجتمع والضرورة الملحة لتدعيم تعليمنا الفتي وتوسيعه. وللجامعة فوق هذا مهمة المحافظة على التراث العلمي الإيجابي ودرسه بالبحث والتحري ونقله إلى الأجيال الصاعدة. وبهذا أيضاً تساهم في التقدم كحامية للعلم وخادمة للعقل. لكن مهمتها الكبرى، مهمتها الأصيلة، هي تكوين الشخصيات التي وصفنا؛ تلك الشخصيات التي يؤمن بها الجامعي بأنها العامل الأهم في التقدم والارتقاء
هذا كان لب الجامعات في التاريخ وهذا فعلها في نهضت الأمم؛ فإليه يجب أن نوجه جهودنا في جامعاتنا الوطنية
عن هذا السبيل - وعنه وحده - تبرر الجامعة وجودها في الوطن. عن هذا السبيل تساهم مساهمة أصيلة في تكوين المجتمع العربي المستثمر إمكانياته، القابض على جوهر العلم المتعلق بالقيم الأدبية والروحية، الصائن كرامة الوطن والإنسان، المجتمع العربي المتحرر، المنتظم، المجتمع العربي التقدمي الجامع بتقدميته هذه المعاني كلها.