هناك لا الشمس مسودة ... ولا البدر مستتر بالسحاب
ولا الأنجم الزهر مربدة ... ولا الفجر يغفو وراء الضباب
هناك السباسب مخضرة ... وسفح الربى ورؤوس الهضاب
فالشاة من عيشها غدوة ... وللظبي حظ كما للذئاب
أيا كتلا كقطيع الشياه ... تساق إلى الموت بين الحديد
آلام تسيرون عمياً حفاه ... وتحيون كرها حياة العبيد
إلى القمة الحرة الساحرة ... إلى حيث شيدت قبور الجدود
إلى الشعلة الحية الباهرة ... إلى العيش تحت ظلال الخلود
ألم تسأموا من رقاد الثرى ... وإطباق هذا الظلام البغيض
ألا تبدءون صعود الذرى ... وتنضون عنكم هوان الحضيض
ألم تسأم العنق أغلالها ... ألم يسأم الجسم لذع السياط
أما مجت الظهر أحمالها ... أما ملت الأنف مس البساط
لقد آن أن تبعثوا من جديد ... وأن لنور الحياة الشروق
وآن لعهد طغى أن يبيد ... وأن تبدؤوا في اقتحام الطريق
وأخيراً ماذا أذكر بعدما قدمت للقراء هذه النماذج من الشعر السوداني الحديث. . أقول أنا عائب على أدباء السودان وشعراءه لأنني رغم مرور أكثر من ستة أشهر على الدعوة التي وجهتها لهم على صفحات جرائدهم في الخرطوم بواسطة زميلنا الأستاذ جعفر حامد البشير لم يردني منهم شيء أستطيع أن أصنع منه دراسة أدبية مفصلة ودسمة لنشرها على الناس، فهل أنا الملوم أم هم؟ وهل بعد كل هذا يحق لجريدة (النيل) أن تنعتنا بالخمول وعدم الكتابة عن الأدب السوداني؟ إن هذا العتاب نفسه أوجهه لأدباء السودان وشعرائهم وأساتذة كلياتهم ومدارسهم العالية، راجين منهم إرسال نماذج من أدبهم وشعرهم للاطلاع قبل أن تذهب صحفهم فتتهم البلاد العربية وخصوصا العراق بعدم التنويه بأدب السودان الحديث. أما الصحافة السودانية فمع الأسف أننا لا نعرف عنها شيئا البتة ما يرسله لنا بعض الإخوان عن طريق المراسلة، وليت الصحافة السودانية تتكرم فتزودنا بنسخ من صحفها. . هذا ولنا عودة للموضوع قريباً وكل آت قريب إن شاء الله.