(إن وحياً صادراً من مصدر من مصادر التدهور والانحطاط، قد يكون أثره أشد فتكا من جميع جحافل جنكيز خان. . .)
وهو يرى أيضاً: (أن سلامة النفوس في أي شعب من الشعوب إنما تتوقف إلى حد كبير على نوع الإيحاء الذي يلقاه شعراؤه وفنانوه. . .)
ولذلك اتخذ إقبال من الشعر وسيلة لتحريك المشاعر بين بني قومه وشحذ همهم واستثارة عزائمهم، إذ أبان لهم ابلغ إبانة بأن لهم مجداً مؤثلاً وحضارة وتاريخاً مجيداً، واستحثهم على السعي والجهاد والتسامي بالمقاصد والغايات
وإليكم بعض الأمثلة من شعر إقبال كما يترجمها إلى العربية صاحب السعادة الدكتور عبد الوهاب عزام بك سفير مصر بالباكستان:
عليك السير لا ترغب مقيلا ... وسر كالشمس لا ترقب دليلا
وهب للآخرين متاع عقل ... ونار العشق فاحفظها بديلا
أثرت بنغمتي كل النوادي ... ومن سر الحياة جعلت زادي
أضاء القلب من عقلي ولكن ... جعلت عيار عقلي في فؤادي
أرى رمز الحياة بكل زهر ... مجاز فيه يا قلبي الحقيقة
بترب مظلم ينمو ولكن ... له عين إلى شمس الخليقة
وهذه نبذة من قصيدة ممتعة للشاعر محمد إقبال عنوانها وصية الصقر لفرخه وقد ترجمها الدكتور عبد الوهاب عزام بك أيضا:
متاع الحياة تعلم جهاد ... وصبر على محنة واجتهاد
يقول لفرخ عقاب عتيق: ... يريق الدماء يفوق العتيق
ولا تبغ سربا كسرب الغنم ... توحد كقومك منذ القدم
سمعت وصات الصقور العقاق ... بالا نقيم بظل وساق
فليس لنا رياض مجال ... فسيح الفيافي لنا والجبال
صلاح الدين خورشيد