للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(١٧٦هـ) وأبو علي القالي (٣٥٦هـ) وغيرهم من عيون الأدب العربي شرع واحد في هذا المنهج. وقد أثبت المنهج العلمي الحديث أن منهج الاستطراد كان شائعاً في كتابات القوم وأساليبهم منذ فجر الحياة الأدبية في الجاهلية والإسلام وظل حتى أواخر القرن الرابع الهجري

ثم جاء أبو منصور الثعالبي في أواخر القرن الرابع وخرج للناس بمنهج جديد لم يسبق إليه، حيث ترك صناعة الأدب على طريقة الاستطراد الذي شغف به القوم في حياتهم الأدبية. وأخذ يتحدث حديثا منظما عن تراجم الشعراء والكتاب، وهو لا يحدثك عن شعراء هذا العصر وكتابه ككل لا يتجزأ؛ وإنما يحدثك حديث العارف بالبيئة وآثارها في الأدب فيقسم بلاد المشرق إلى أقاليم مختلفة متباينة، ثم يحدثك عمن بهذا الإقليم من الشعراء والأدباء والكتاب

وهو حين يضع كتابه يتيمة الدهر يضرب أمامنا مثلا رائعا لم يسبق إليه في تأريخ الأدباء؛ مثلاً لا زلنا نحن معاشر المحدثين نعده متحررا طريفاً في بابه ولا سيما من الوجهة الفنية في تاريخ الأدب، فكتابه المذكور لا يعتبر كتاباً في تاريخ الأدب فحسب بل هو تاريخ أدبي إقليمي مستقل يتحدث صاحبه عن الحياة الأدبية ورجالها في الدول الإسلامية الشرقية في القرن الرابع

(للموضوع بقية)

حامد حنفي داود الجرجاوي

ماجستير في الأدب وأستاذ العربية وطرق التدريس بالمعلمين

الريفية

<<  <  ج:
ص:  >  >>