فعدي (كان يسكن الحيرة، ويدخل الأرياف، فثقل لسانه واحتمل عنه كثير جداً، وعلماؤنا لا يرون شعره حجة)
وهو (شاعر فصيح من شعراء الجاهلية. وكان نصرانيا وكذلك كان أبوه وأمه وأهله. وليس ممن في الفحول. وهو قروي. وكانوا قد أخذوا عليه أشياء عيب فيها. وكان الأصمعي وأبو عبيدة يقولان: عدي بن زيد في الشعراء، بمنزلة سهيل في النجوم، يعارضها ولا يجري معها مجراها)
ومما يعاب عليه من شعره قوله داعيا النعمان إلى الصفح عنه:
أجل نعمي ربها أولكم ... ودنوي كان منكم واصطهاري
يدعو النعمان إلى الصفح عنه من أجل نعمة قد تعهدها آباء النعمان، ومن أجل قربه منهم، ومن أجل مصاهرته إياهم. والمقصود من الاصطهار هنا المصاهرة. ولكن كتب اللغة لم تذكر لاصطهر معنى سوى ما جاء في قولهم: (اصطهر أي أذابه وأكله) ولو قال (وصهاري) لصح المعنى واتزن البيت
وذكر بعض الفارسي في شعره، وذلك حين وصف السحاب المتراكب، فوق رأس شيب، والبرق في السحاب يلمع لمعان السيوف، ويظهر صفحة الثوب المصون:
أرقت لمكفهر بات فيه ... بوارق يرتقين رؤوس شيب
تروح المشرفية في ذراه ... ويجلو صفح دخدار قشيب
والدخدار الثوب المصون وهو فارسي معرب، وأصله تحت دار
وهم يعدون من شعره أربع قصائد غرر:
الأولى يقول فيها:
أيها الشامت المعير بالده ... ر وأ أنت المبرأ الموفورظ
أم لديك العهد الوثيق من ال ... أيام؟ بل أنت جاهل مغرور؟
من رأيت المنون خلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير؟
وفي الثانية يقول:
أعاذل ما يدريك أن منيتي ... إلى ساعة في اليوم أدنى ضحى الغد
ذريني فإني إنما لي ما مضى ... أمامي من مالي إذا خف عودي