ويبدأ اختلاف الرأي في نشأتها؛ فهناك من يرى أن النقابات الإسلامية هي استمرار للنقابات البيزنطية (أو الساسانية) القديمة، فقد كانت في الهلال الخصيب ومصر نقابات عند الفتح ولا ينتظر أن يقضى العرب عليها إذ أن سياستهم العامة كانت إبقاء التنظيمات القديمة في البدء على الأقل
وهذا رأى يصعب البت فيه لأننا ليست لدينا إشارات تذكر عن النقابات قبل القرن الرابع الهجري وهي في هذه الأخبار تختلف عن النقابات القديمة
ويرى الأستاذ ماسنيون في بحث له أن الحركة الإسماعيلية هي التي خلقت النقابات الإسلامية وأكسبتها صفاتها المميزة لها ويعتقد أن النقابات الإسلامية كانت قبل كل شيء سلاحاً شهرة الدعاة القرامطة في كفاحهم لضم الطبقات لعاملة في العالم الإسلامي لتكوين قوة تضرب نظام الخلافة فخم إذن أوجدوا النقابات وسيطروا عليها لاستغلال أصحاب الحرف. (أنظر كتابه عن الحلاج)
ويعطى ماسنيون رأياً أقرب للقبول في بحثه في دائرة معارف العلوم الاجتماعية، فيبين أن النقابات نشأت في البلاد الإسلامية في القرن التاسع الميلادي، وأنها لم تظهر نتيجة لمطالب الشريعة، بل كانت نمواً طبيعياً للتطور الاقتصادي العجيب الذي حصل في هذه الفترة في المدن الكبيرة: بغداد أولاً ثم البصرة وحلب ودمشق والإسكندرية والقاهرة والري. ويرى أن التطور الاقتصادي يتمثل في تمركز رأس المال نتيجة ظهور أصحاب المصارف (الذين كانوا يمدون الدولة بالنقد) وبتمركز العمل نتيجة اصطياد الرقيق الاستعمارية التي كان يمولها أصحاب المصارف ثم يبين أن الأصناف الإسلامية كانت لها مميزاتها منذ البدء ومع أنها كانت متأثرة بالنقابات المحلية القديمة ببيزنطية وساسانية إلا أنها لم تكن مجرد بعث لتلك؛ بل كانت بالأحرى مظهر رد فعل اجتماعي عنيف لجماعات العمال وأهل الحرف والفلاحين ضد الطبقة الحاكمة التي جمعتهم واستبعدتهم. وينتهي إلى أن تاريخ النقابات وثيق الصلة بالحركة القرمطية التي تمثل اجتماعية اقتصادية دينية سياسية زلزلت العالم الإسلامي بين القرن التاسع والقرن الثني عشر والتي تطورت ووسعت التنظيم النقابي
ويذهب الدكتور لويس إلى هيكل النقابات الإسلامية موروث من العالم اليوناني الروماني،