مع أنه لا يستطيع تحديد أصول تشكيلات النقابات وفيما إذا كانت بيزنطية أم لا ثم يرى أن الحركة القرمطية لعبت دوراً كبيراً في تطور النقابات وتركت أثراً عميقاً في تشكيلاتها. يذهب الدكتور لويس إلى تأييد الملاحظة الأخيرة ببعض الشواهد. فهناك اهتمام الإسماعيلية الخاص بالحرف وتخصيص فصل كامل في رسائل إخوان الصفا التي يتمثل فيها الميل الإسماعيلي لموضوع العمل فتقول الرسائل إن بعض الناس، (لا يعمل ولا يتعلم لكله وثقل طبيعة عن الحركة ويرضى بالذل والهوان في طلب معاشه كالمجدين السؤال. وأما من استولى عليه القمر لا يعمل من أجل مهانته واسترخاء طبيعته وقلة فهمه مثل النساء وأمثالهن من الرجال) وهذا تمجيد واضح للعمل
ويذكر تأييدا آخر في رأيه وهو أن النقابات كانت مضطهدة ومقيدة بقيود لا تعد في الخلافة العباسية وخاضعة لمراقبة المحتسب الذي كانت مهمته الأساسية (في رأيه) قتل أية محاولة للعمل المستقل فيها في بثها بينما كانت النقابات مرفهة وتتمتع برخاء عظيم ولها كيان حسن وامتيازات كبيرة عند الفاطميين
ويعتقد لويس بوجود آثار إسماعيلية في تنظيم الأصناف مثل فكرة المهدى المنتظر وفكرة التنشئة المتدرجة وضم أفراد من طوائف مختلفة في النقابات الواحدة.
ولكن التدقيق في بحوث من ذكرنا يشير إلى أن الأوليات لم تبحث كما يجب ولا بد من توضيح الجذور قبل بحث التنظيم
لقد كان في المجتمع الإسلامي صنفان من العمال: الأحرار والرقيق. أما الأحرار فهم أصحاب الصناعات في المدن ويلحق بهم أهل الحرف البسيطة كالزياتين وهؤلاء يكونون جمهور الطبقة العاملة
وكان مورد العمال بسيطا آنئذ ويصف حالهم أبو الفضل الدمشقي (وأما الصنائع العملية وهى المهن فقد قيل قديما: الصناعة في الكف أمان من الفقر وأمان من الغنى. وذلك أن الصانع بيده لا يكاد كسنه يقصر عن إقامة ما لابد له منه ولا يكاد كسبه يتسع لإقامة ضيعة أو عقد نعمة.) ويقول (وأيضا فإنه مع ذلك إذا ميز الناس دخل في أدون طبقاتهم)
أما طبقة العبيد فهي أوطأ طبقة وهي تشتغل في الحقول أو البيوت وأحياناً في الجيش.
وليس قلة مورد العمال بالأمر الجديد ولكن تطورات اقتصادية حصلت؛ فالمجتمع انتقل من