للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القشري يشير الاقتصادي خلق سام للفتوة فيه إطاعة للشريعة والرأفة بالناس والعفو عن المسيء والكرم حتى مع المشركين والأمانة والصدق والتواضع، ويفهم من القشري أن حركة الفتيان انتشرت في العراق والشام وإيران لها اتباع من الطبقة المتوسطة إضافة الاقتصادي الطبقة الفقيرة

ولا يخفي أن الصلة بالصوفية حصلت في دور لا تزال الدعاية الإسماعيلية فيه قائمة، وهذا يجعل من الصلابة بمكان فبول رأى لويس من أن النقابات تحرج وضعها بعد اختفاء الحركة القرمطية وأنها لذلك اتجهت نحو ميول دينية كالتصوف. فنشاط الصوفية كان موازيا للنشاط الإسماعيلي.

ويظهر أن الفتوة تأكدت لديها الناحية العسكرية تدريجياً. وقد انتشرت تشكيلات الفتوة في جميع البلاد أفق خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد. وصارت جمعية الفتوة وخاصة بعد أن تبناها الناصر لدين الله مجموعة فتيان يربطهم دستور ديني أخلاقي له واجبات وشعائر منظمة، وينتظر منهم التحلي ببعض الفضائل والقيام بخدمة عسكرية للإسلام

وبعد الفتح المغولي زادت صلة الفتوة العسكرية بالطرائق الصوفية وبنقابات الحرف. وقد بدأ ذلك في الأناضول وانتشرت في العالم الإسلامي حتى صارت كلمتا (نقابة) و (فتوة) تشيران الاقتصادي مدلول واحد، وقد لعب هذا الاتجاه دوراً خاصاً في تطور التاريخ الإسلامي العام

ولابد هنا من ذكر الآراء عن نشأة الفتوة؛ فالأستاذ تيشنر يرى ثلاثة أدوار للفتوة تمثل خطوات انحلال اجتماعي مطرد. فهو يرى أن الحركة الفتوة بدأت كحركة فروسية أرستقراطية؛ ثم تحولت فصارت حركة الطبقة المتوسطة في القرن الثالث عشر الميلادي وأخيراً هبطت في القرن الخامس عشر الاقتصادي أكثر من ذلك وأصبحت حركة العوام، وهكذا اندمج الفتيان بنقابات الحرف

ويرى تورنبخ أن الصوفية والنقابات لم يضموا جمعيات الفتوة بل قلدوها مقتبسين شعائرها ومثلها العليا وأخيراً اسمها

للكلام بقية

<<  <  ج:
ص:  >  >>