عمل المحتسب منع الغش في الصناعة والإنتاج منع الحيلة والتدليس في المعاملات والتأكد من صحة الموازين والمكاييل
ولكن يظهر أن الدعاية القرمطية أثرت في قسم من العمال خلال الفرن الخامس الهجري وأواخر الرابع الهجري وتوجد بوادر تشير الاقتصادي اتهام بعض فعالياتهم
والاتجاه الثاني كان اتجاهاً عنيفاً يدعو للثورة على أصحاب الأموال والخروج على السلطة وهذا يظهر في التكتلات العيارين والشطار. وأول إشارة وصلتنا الاقتصادي هذا التكتل وردت في التوخي وتعود للفرن الثالث وفيها يلاحظ شعائر الجماعة واضحة؛ فلهم ناد خاص سري يجتمعون فيه وشعارهم من الملابس نشر الأزرار على الكتف ولف المئزر في الوسط؛ كما أن الانتماء يتم بمراسيم أبرزها شد المئزر وشرب كأس من النبيذ. وكان أعضاء الجمعية يعملون ويسرقون أحيانا ويقتسمون الأرباح وعلاقتهم عدائية مع الحكومة. وكان هؤلاء يسمون أنفسهم الفتيان. ويجلب الانتباه أن العيارين والشطار كانوا يدعون أنفسهم بالفتيان
ظهر هذا التنظيم في مجتمع مادي ومما زاد قوة التكتل وشدته الدعايات الاجتماعية التي جاءت باسم الدين ولكنها ساعدت على تحسين الحال وتغير الأوضاع الاجتماعية. وتجلت في حركة الزنج وبصورة أقوى في حركة لإسماعيلية والقرامطة الذين تطرفوا في استغلال التذمر فقالوا بان الأنبياء والسلاطين أنزلوا العامة الاقتصادي مستوى العبودية الاجتماعية والشقاء المادي، وأعلنوا أنهم يريدون إرجاع العدل الاجتماعي وتحقيق الرفاه المادي. وهناك إخوان الصفا ووهم جمعية سرية إسماعيلية الميول اشتغلت ضد الخلافة وسعت لتهذيب العامة لتجعل ذلك وسيلة لأحداث ثورة سياسية دينية عامة.
ويظهر أن الطبقة العامة في العراق على الأقل لم تبق راكدة بل حاولت تحسين كيانها وتأثرت بالدعايات، فبعضهم انضم للحركة القرمطية ولحركة الزنج في ثورات عسكرية دامت نصف قرن، والبعض الآخر سعى بطرق علمية تعاونية لتحسين الوضع وكان لفوضى الجند التركي اثر مباشر في ذلك
ويظهر أيضاً أن حركة أصحاب الحرف التي ظهرت لدى العيارين والشطار والفتيان تأثرت بالاتجاهات الصوفية في القرن لخامس الهجري وأواخر اقرن الرابع الهجري، فنجد