المتناقصة، وقانون الغلة المتزايدة. وكذلك ظهر في تاريخ الحضارة قانون القهقري الذي توصل إليه (فيكو وتقدمت النظريات الاجتماعية كثيراَ بالاستعانة بالإحصاء، وصدقت قوانينها العامة منذ اعتمدت على العناصر الثلاثة الآتية:
١ - معرفة طبيعة المجتمع معرفة مستقلة.
٢ - اقتباس المنهج من صميم هذه الطبيعة الاجتماعية
٣ - السماح للروح الرياضية والعلمية بتنظيم الموضوعية الاجتماعية والإشراف على وثاقه قوانينها.
وقد تبادر إلى الذهن أن هذه الروح الرياضية لن تتطاول إلى الفنون، ولكن الواقع غير هذا فالشعر والموسيقى يعتمدان على الانسجام أو التناسب بين الأنغام والتفاعل بين الأنغام والتفاعيل مقدراََ كل ذلك بأعداد. فالروح الرياضي سائد في أوزان الشعر وقوافيه، والفنون على اختلافها تستوعب جزءاََ كبيراََ من المنهج الرياضي من حيث: البداهة وموهبة الاختراع، والتقدير العددي والإلهام
ولا شك بعد هذا كله في أن المنهج الرياضي هو أوثق المناهج في استقرار النتائج. وكم ذا يود الفكر الخالص أن يحظى في شتى ميادينه بوثاقه الرياضة لولا القيود والسدود التي تعترضه وإن كان يجد ويسعى مخلصاً في التغلب عليها والوصول إلى هدفه السامي.
والرياضة إذن (قاسم مشترك أعظم) بين جميع المعارف. بل هي لغة مشتركة ووظيفتها الكبرى هي احتمال معاني الألفاظ الوجودية والتفكيرية معاً، والارتفاع بها عن المثقلات المادية، والأوشاب والأوضار التي طالما عوقت ركب المفكرين عن سعادة الدارين.
والأمل اليوم معقود على (التلباني) لتكون لغة الجميع حيث تصفو النفوس، وتخلص من فراشيها، وتتحقق أحلام فيثاغورس يوم قال (العالم عدد ونغم). وحل ينشد المحصلون إلا العدالة بين الناس ليكون في المساواة كالأعداد؟ وهل ينشد المربون إلا المحبة التي هي انسجام وتوافق كما هو الأنغام؟، وهل يكون هذا إلا بالتربية والاستقامة على نهجها، وليس بعزيز على الله أن تكون هذه (الأعداد والأنغام). . . لغة المستقبل.