خواص (الأدرينالين) ودوره الفسيولوجي، وانتهى إلى تأثيرات الجهاز العصبي بالجهاز التناسلي، وأثر الخلايا وتركيبها في السلوك العام، وانتهى إلى قوانين التنبيه الحسي العضلي، وسبيله إلى كل ذلك التجريب ثم التحليل والإحصاء والمقياس والرسم البياني والمعادلات الجبرية، وعلى ذلك يكون الروح الرياضي هو العون الوحيد على هذه المجاهدات البيولوجية.
أما في السيكولوجيا، فقد اعتبرت مظاهر السلوك وقائع تكشف عن طاقة كافة هي النفس، وبتحليل هذه الوقائع وقياسها، ورد المتشابه منها إلى أصل واحد، أمكن الوصول إلى بعض القوانين.
وفي العلوم الاجتماعية حاول المفكرون علاجها حسب المناهج الهندسية، دون أن يكلفوا أنفسهم مؤونة التعديل أي قانون بآخر، ومنهم من استخلص نتائج سياسية من الحكم السائرة والأمثال العامية فأخطئوا جميعاً، وسر هذا الخطأ هو محاولتهم علاج الفن على أنه علم، ومحاولتهم الحصول على فن قياسي غير معقول (مل
وحاول أفلاطون قديماً - وهو تلميذ الفيثاغورية الرياضية - أن يشيد المدنية اليونانية على اعتبار أن بني الإنسان أعداد، فلم تتحقق أحلامه، ولم يندفع به الخيال كما كان يهوى.
استطاع علماء الاجتماع المحدثون أن يتلافوا ما وقع فيه أفلاطون والفارابي وتوماس مور وكاميانيلا، فنظروا إلى أمور المجتمع على أنها (وقائع) في ذاتها ففسروها وجربوا عليها واتخذوا لها الإحصاءات، واستعانوا بالروح العلمية فاستبدلوا بالنسب الرياضية (روابط) سموها القوانين التي هي أشبه بالمعدن النفيس الذي كان نتيجة (انصهار) عدة عوامل في (بوتقة) المجتمع الذي وصل (مونتسكيو) إلى أغواره فألف (روح القوانين) وكما جمله (دوركيم) ميداناً للمجال الطبيعي فأنتهي إلى (الضمير العام وذلك بعد أن افترض فيه جانبية الكبيرين (لاستاتيكا) و (الديناميكا) شأنه في ذلك شأن المغناطيسية والكهربائية والميكانيكية والفلك سواء بسواء.
وبإنعام النظر في الميادين الاجتماعية، توصل علماء الاقتصاد إلى نتائج لها قيمتها، وذلك باكتشاف قوانين: العرض والطلب وقانون جريشام في النقد، وقانون ريكاردو في الإبراد العقاري، وقانون مالتوس في العلاقة بين زيادة السكان ومواد المعيشة، وقانون الغلة