وهو مع ذلك كله، لم يأت بجديد على حسب (نظرة الإسلام) ولكنه ارتاد فعرف كيف يكتشف، واطلع فعرف كيف يفهم ويفهم، فارجع إلى هذا الفصل من الكتاب لأنه أضخم من التلخيص.
وفي باب الفرد والمجتمع يعرض عليك الآراء النظرية، والتطبيقات العلمية المختلفة للحكومات، ويبنين لك خطأ أولئك الذين يغلون في احترام الفرد على حساب المجتمع، والمجتمع على حساب الفرد فيقول (كلتا النظريتين مبالغ فيها إلى حد الإسراف المعيب)(فالفرد الذي يبلغ إحساسه بنفسه وذاتيته أن ينسى وجود الآخرين، والمجتمع الذي لا يفرض للفرد، أي وجود مستقل، كلاهما يتجاهل طبائع الأشياء، ويغفل عن حقيقة نفسية مهمة)
وقد كان من الممكن أن يكتفي بهذا القول ففيه وحده الإقناع، ولكنه دائماَ يأخذ في كثير من التفصيل والتعليل، لتزداد اقتناعاً على اقتناع