ولكن أراضي الباكستان الغربية ليست سهولا منبسطة مثل أراضي الباكستان الشرقية بل إن طبيعتها تتباين تبايناً كبيرا، فنجد القسم الشمالي وإقليم بلوخستان جبليا مرتفعا بينما نجد إقليم البنجاب وإقليم السند والإقليم الصحراوي أرضاً سهلة منبسطة.
والمناخ في الباكستان الغربية متباين أيضاً والتباين واضح جدا في توزيع المطر. فالمطر يسقط غزيرا في المنطقة الشمالية صيفا وسببه الرياح الموسمية، ويقل نوعا في إقليم البنجاب ولكنه يندر في الإقليم الصحراوي وفي بلوخستان. وأما الشتاء فيغلب فيه الجفاف ولكن تسقط بعض الأمطار في إقليم البنجاب شتاء بسبب وصول أعاصير الرياح العكسية إلى هناك.
وأما من حيث الحرارة فالمناخ متطرف: فدرجة الحرارة في يناير تصل نهارا إلى ٧٥ درجة ف ولكنها تهبط ليلا إلى درجة التجمد، وأما في الصيف فتتراوح نهارا بين ٩٠ف، ١٢٠ف ولكنها تقل عن ذلك كثيرا أثناء الليل.
وتوزيع المطر هام جدا، ذلك لأن حياة النبات تتوقف على الماء فإذا غزر المطر كثف النبات، وإذا انعدم المطر انعدم الإنبات.
والباكستان الشرقية غنية بأمطارها وأنهارها، فمتوسط سقوط المطر من ٧٠ بوصة إلى ٤٠٠ بوصة ويجري بها نهر الكنج وفروع دلتاه المتعددة ورافده البرهمابترا.
وأما باكستان الغربية فيجري بها نهر السند وفروعه الخمسة، ونظرا لجفاف المناطق الدنيا من حوض السند كانت لمشروعات الري في تلك المنطقة أهمية عظيمة إذ أنه يتوقف عليها تقدم هذه المنطقة إلى حد كبير.
ويجدر بي قبل أن أنتهي من هذه المقدمة الجغرافية أن أشير إلى أن الباكستان قد ظلمت تماما في تنفيذ مشروع التقسيم فقد أخذت منها كلكتا وهي أكبر ميناء في مصب الكنج، وقد أخذت منها دلهي لأنها اتخذت عاصمة للهندستان، وكذلك أعطيت بمباي للهندستان فأصبحت العاصمة والموانئ الرئيسية في حوزتها. وأكثر من هذا لقد رفضت الهندستان أن يسلم للباكستان نصيبها من الأموال المضروبة حتى تعجز عن دفع مرتبات موظفيها ويعمها الاضطراب والفوضى فتختنق الدولة الوليدة. ومع هذا كله رضي المسلمون. ألم يصبح