شاعران اثنان لا ثالث لهما: علي محمود طه وإبراهيم ناجي. لكل من هذين الشاعرين جو فسيح يحلق فيه، وخيال مجنح يصل به إلى آفاق المجد والخلود.
كان هذان الشاعران في مقدمة الرعيل الأول من شعراء الشباب، منذ عشرين سنة، وتدفقت وفود الشعراء على الميدان الأدبي بعد ذاك، وظل علي محمود وإبراهيم ناجي قبلة الأنظار ومهوى الأفئدة وموضع الإعجاب!
وظهرت أسماء لامعة بدأت تشق طريقها بين الزحام، وبدأ إنتاج كل شاعر منهم يتسم بسمة خاصة إذا استسلمت حينا للتقليد فقد انطبعت فيما بعد بطابع التجديد. من هؤلاء الشعراء: سيد قطب ومحمود غنيم ومحمود حسن إسماعيل وعبد العزيز عتيق وعبد العزيز محمد خليل ومحمد عبد الغني حسن وعلي متولي صلاح. وبعد سنوات قلائل لاحت في الجو الأدبي نجوم جديدة من الشعراء في شعرهم قوة وفتوة وتدفق وتنوع والتماع، من هؤلاء الشعراء: أحمد مخيمر والعوضي الوكيل وطاهر أبو فاشا وأحمد عبد المجيد الغزالي ومحمد هارون الحلو وعلي الجمبلاطي وعبد العظيم بدوي.
وهنا لا بد أن أحيي (دار العلوم) تحية عاطرة بأريج الحمد والثناء، تلك المنارة الرفيعة للأدب العربي التي انبثقت منها كل هذه الأضواء؛ فجميع الشعراء السابقين - في الفترة الأخيرة - وغيرهم كثيرون. . . هدايا إلى الشعر من دار العلوم. . ودار العلوم أيام أن كانت (مدرسة) أما بعد أن صارت (كلية) جامعية فحسب المتخرج فيها أن يصيح أمام مفتش اللغة العربية: أنا من حملة الليسانس!!
وبعد فترة وجيزة من الزمن لاحت بشائر نهضة شعرية جديدة، بعد ما اتضحت مدارس الشعر أمام الشباب، وارتسمت الفوارق البعيدة بين الجديد والقديم، وتعددت المناهج المختلفة أمام الأنظار، فسلك سبيل القافلة الصاعدة على السماء، هؤلاء الشعراء: عبد الرحمن الخميسي ومحمود السيد شعبان ومصطفى علي عبد الرحمن وإبراهيم محمد نجا وفؤاد كامل وعثمان حلمي وحسين البشبيشي وعبد الغني سلامة ومحمد السيد شحاته (شاعر البراري) وعبد العليم عيسى.
وبعد وقت قصير لفتت الأنظار وجوه جديدة، وخاضت المعركة أقلام ناشئة، في إنتاجها الشعري حرارة الشباب، وفي نزعاتها الفنية وثبات الخيال، وإن كان بعضها لم يستقر بعد،