المباني هذه المساحات الشاسعة، بينما عشرات الألوف من الأفدنة، ومئات الملايين من الأمتار المربعة من الأراضي الرملية الجافة الجميلة الصالحة للسكنى بلا ردم ولا هدم تنتظر مشروعا واحد يحيلها عمارا، مشروع كهربة خط حلوان. .
ولكن مصر بلد مجنون والحمد لله. يجاهد جهاد المستميت لينقذ شبرا من عدم الصحراء، ويجاهد كذلك جهاد المستميت ليهب الصحراء فدانا يطمره بالرمال والأحجار.
أم إنني أنا المجنون؟ لأنني لا أفهم أن في مصر مصالح، وأن في مصر شركات؟
ثم مالي لا أصمت كما يصمت الشعب في هذه الأيام؟ ألا أحس ذلك السأم الذي يرين على الوجوه؟ ألا أشعر بذلك الهم الجاثم على الصدور؟
وفي هذا الوقت بالذات يطلع علينا الأستاذ أحمد العجمي في الرسالة بهتاف حار: أين الشعر أيها الشعراء؟
الشعر! الشعر يا سيدي هتاف حياة، ودعوة حياة، وتعبير حياة.
الشعر طاقة فائضة تريد لها متنفسا، وحيوية دافقة تبتغي لها مسيلا.
الشعر تعبير أحرار يملكون التعبير، لا جمجمة عبيد أو أسرى خلف القضبان.
الشعر انتفاضة قلب، وتحليق روح. لا وسوسة السلاسل ولا جرجرة الأغلال.
انظر يا سيدي حولك! أنظر إلى ذلك الذي تلمحه في الوجوه، وتراه في السمات.
إنه مزيج من ألم قد مات، ومن يأس من الأعمال والرجال، ومن (قرف) شامل، ومن استهتار.