الاسم تحمله خمس أسر أو أربعة. . إحداهما في القاهرة والثانية في دمنهور والثالثة في الزقازيق. . والرابعة في. . . فأيها تقصد؟
وكانت هذه الزيارات المتوالية طوال هذه السنوات المتتالية، قد كونت له رأيا في الناس. . فقل أن تكون قرية في مصر لا يعرف الرجل شبابها وأعيانها ووزرائها ورجال الأحزاب والدين والمتصوفة فيها. . ولا يكون قد تحدث إليهم واستمع منهم. . وعرف آمالهم ورغباتهم، ومن هذه الأحاديث الواسعة المستفيضة كان الرجل يستكنه (الضمير) الشعبي المصري على صورة قل أن أتيحت لزعيم أو داعية من قبل، فإذا أضفت إلى هذا قراءاته الواسعة واطلاعه الضخم، والتهامه لكل ما كتب في العربية عن الشرق والغرب، ونظريات العلماء والفلاسفة، عجبت لهذه القوة الكبرى التي فقدها الشرق. . يوم غيب الثرى هذا الرجل. ولدهشت كيف يمكن أن يمكن أن يملأ هذا الفراغ أو يسد هذا النقص، وفي خلال هذه الزيارات. . كنت ترى الرجل بسيطا غاية البساطة، ينام في الأكواخ أحياناً، ويجلس على (المصاطب) ويأكل ما يقدم له. . لا يحرص إلا على شيء واحد، هو ألا يفهم الناس عنه أنه شيخ طريقة. . أو من الطامعين في المنفعة العاجلة. ولقد حدثني أنه كان يدخل بلدا من البلاد أحيانا لا يعرف فيه أحداً فيقصد إلى المسجد، فيصلي مع الناس، ثم يتحدث بعد الصلاة عن الإسلام. . وأحيانا ينصرف الناس عنه فينام على حصير المسجد وقد وضع حقيبته تحت رأسه. . والتف بعباءته.
ولا شك أن هذا الجهد الضخم، قد أتاح له أن يلتقي بعشرات الآلاف من الناس. . خصوما وأنصاراً، شيوخاً وشبانا، مثقفين وعوام. . وأنه قد استمع إليهم وقال لهم. . وأفاد منهم خبرة ضخمة واسعة، أضافها إلى علمه وثقافته.
وإنني على ثقة من أن حسن البنا رجل لا ضريب له في هذا العصر، وأنه قد مر في تاريخ مصر، مرور الطيف العابر. . الذي لا يتكرر. . ولقد طالما كان يردد كلمته المشهورة (الناس كإبل مائلة لا تجد فيها الراحة. .)