في القياس اللغوي مبثوث في كتبه، وقد نشرناه في الرسالة على ما نذكر.
وإذا كان الدكتور زكي مبارك رحمه الله في رأي سيد البلغاء (نثرورا! فسترى ماذا تكون درجات أولئكم الذين يظنون أنفسهم أنهم من كبار الكتاب ويسودون الصحف كل يوم بما يكتبون؟؟
ومن عجيب أمر هذا الرجل أنه كان من عزة النفس وكبريائها بحيث لا يخض لإنسان ولا ينافق لمخلوق ولا يستعين بكبير ولا يستنصر بوزير كأنه الجبل الأشم الذي لا يستند إلى شيء، وأن مرد ذلك إلى قوة إيمانه وكما يقينه، ومن كان مثله في قوة الإيمان وخالص التوحيد فإنه لا يستعين إلا بالله ولا يخشى إلا الله ولا يتوكل إلا على الله الذي إليه يرجع الأمر كله.
هذا ما تيسر لنا اليوم من القول في هذا العظيم الذي خلا مكانه، لا ريب كما يقول العرب، وهذه الكلمة التي نرسلها اليوم في ذكرى وفاته إنما هي سطر نضعه على هامش تاريخه الحافل بالمآثر والمفاخر إلى أن يأذن الله بتدوين هذا التاريخ الذي لا نظن أن أحدا يستطيع أداءه إلا إذا كان في مثل بلاغته حتى يأتي به كاملا على حقيقته.
ولعلنا بهذه الكلمة الصغيرة نكون قد أدينا بعض ما يجب علينا في هذه المناسبة، وأن تكون آية وفاء لشيخنا الرافعي رحمه الله، وتحية طيبة تصعد إلى روحه الطاهرة في الملأ الأعلى يرضى هو بها ويرضى الله عنها.