ونحن - شعب باكستان - نعتقد بإخلاص ويقين كما نؤمن بشجاعة بأن كل قوة وكل سلطان يجب أن يتمشى مع تعاليم الإسلام).
وهكذا نجد في باكستان أمة مؤمنة قوية تعتمد على نصر الله (ولينصرن الله من ينصره).
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تلتمس الباكستان أسباب القوة المادية فتعمل جاهدة على أخذ أحسن ما في الحضارة الغربية من علم وفن. وإذا اجتمع العلم والإيمان فالنصر محقق بإذن الله.
وتحقيقا لهذه الغاية تعنى الباكستان بجيشها عناية كبرى وميزانيته تبلغ حوالي ٤٠ % من ميزانيتها. وتعني أيضاً بنشر الثقافة والتعليم فلديها أربع جامعات، ٩٨ كلية، ١٧٠٠ مدرسة عليا، ٥٠٠٠ مدرسة ثانوية، ٤٠٠٠٠ مدرسة ابتدائية، ١١٠ مدرسة فنية صناعية الخ.
وتقوم المرأة في حياة الباكستان بواجبها خير قيام، فهي شقيقة الرجال وأم الأبطال وطبيبة المرضى والجرحى. وقد قام نساء الباكستان بجهد مشكور في حل مشكلة اللاجئين الذين وفدوا إليها من الهندستان عراة معوزين تركوا أموالهم وديارهم وأملاكهم وفروا بدينهم إلى الباكستان. أثارت هذه الويلات نفوس الباكستانيات فقمن بنصيب موفور في التخفيف عن المعوزين ومواساة الجرحى والمنكوبين.
ولم يقف جهد المرأة عند هذا الحد، بل نزلت إلى ميدان الصناعة والتجارة والطب، بل وأكثر من هذا أن المرأة تقدمت فحملت السلاح للذود عن الوطن، ودخلت معترك السياسة دون ضجيج أو جلبة، وهي قبل كل شيء وبعد كل شيء قدوة للمرأة الصالحة.
يقول الدكتور عمر فروخ: لقد دخلت المرأة الباكستانية معترك الحياة: في التمريض والطب والتجارة والصناعة وفي الجيش والأسطول وفي المجالس التأسيسية ودوائر الحكومة. . .
أما المرأة العربية فقد بدأت الاختلاط من الجانب الآخر: بدأت بالسينما وحمامات البحر وبالنزه وحفلات الشاي والكوكتيل. . .
إن الوطن العربي لن يستطيع أن يحفظ أخلاقه ولا أن يهيئ الجو الصالح للمرأة لتستفيد من مواهبها إلا إذا أعد لها برنامجا جديدا للتربية والتعليم!!
وهكذا نجد أن المرأة الباكستانية تقوم بدورها في إعداد أمة صالحة خير قيام، ويا حبذا لو اتخذتها المرأة العربية قدوة لها.