ولشعراء الأتراك آثار شعرية كثيرة جرت مجرى المثنوي. وقد امتاز شعراء هذا الدور بتعصبهم لنظم المثنوي. فلا نكاد نرى شاعراً إلا وشغل نفسه بهذا النوع من الشعر.
وأول من اشتهر منهم في نظم المثنوي (مصطفى شيخ أوغلو) صاحب المثنوي المعروف (خورشيد نامه) ومترجم كتاب (كليلة ودمنة) إلى اللغة التركية. وقد عاش هذا الشاعر في عصر السلطان يلدبرم بايزيد. وكذلك الشاعر المشهور (عاشق باشا)(سنة ١٢٧٢ - ١٣٣٣) وقد اشتهر بمؤلفه (غريبنامه) في التصوف والأخلاق. وهو كتاب قيم يقع في اثني عشر ألف بيت من الشعر، في أوله مقدمة فارسية تتبعها قصائد تركية في نعت الإله ومدح الرسول ووصف المشاهير من المسلمين ثم يليها أبواب الكتاب العشرة، وكل باب مقسم إلى عشرة فصول تتضمن ملاحم شعرية مختلفة في وصف الجنة والجحيم والدنيا والآخرة والسماء والأرض والعناصر الأربعة في تكوين الحياة. . . الخ
ومن شعراء هذا الدور، (كلشهري) وقيل إنه عاش قبل (عاشق باشا) بمدة. له منظومة مترجمة من كتاب (منطق الطير) للشاعر الفارسي (عطار).
احمدي:
ويعد زعيم الشعراء في عصره. ولد سنة ١٢٢٤م في مدينة (كوتاهيه) أو في مدينة (كرميان) من ولاية (بروسه) وذلك في سنة ٧٣٥ هـ حسب ما ذكره طاشكبري زاده، كما وأن لطيفي صاحب تذكرة الشعراء ذكر أن مسقط رأسه هو مدينة سيواس حيث درس فيها العلوم وارتحل بعد ذلك إلى القاهرة، وكان يتردد هناك على مواطنيه حاجي باشا الذي اشتهر في الطب ومولانا محمد شمس الدين الفناري. وعند عودته إلى وطنه الأصلي التحق بخدمة أمير كرميان.
وأدرك احمدي غزوة تيمورلنك في البلاد العثمانية وحظي عند هذا الطاغية وأصبح نديماً له. ويروي عنهما لطائف كثيرة، وقيل إنه لم يعجبه البقاء عند تيمورلنك فالتحق بخدمة الأمير سليمان من أبناء السلطان يلدبرم بايزيد، وظل يصاحبه حتى مات السلطان فعاد احمدي إلى أماسيه.
واحمدي شاعر مبدع، وأهم ما يمتاز به هو إدخاله المواضيع الدنيوية في الأدب التركي