كلها، وليس له أثر غيره. وقد اشتهر هذا الشاعر بعد إسلامه إذ كان نصرانياً ووقع أسيراً بيد الأتراك فأسلم واقترب من السلاطين وحظي كثيراً عند بايزيد الثاني. وصاحب أحمد باشا وزير السلطان محمد الفاتح، وكان هذا الوزير من الشعراء البارزين.
وهناك غيرهم من الشعراء أمثال جمالي ونظامي وخليلي والشاعرة زينب خاتون والأديبة الفاضلة مهرى هانم، ممن عاشوا في القرن الخامس عشر الميلادي وتركوا آثاراً شعرية كثيرة.
أدب المولد
قلنا إن هذا الدور من الأدب التركي تميز بكثرة التآليف الدينية والمنظومات الأخلاقية، وقد أشرنا إلى البعض منها في هذا المقال. ولعل أهم حادث أدبي ظهر في نهاية هذا الدور هو ما استحدثه الشاعر الديني العظيم (سليمان جلبي) المتوفى سنة ١٤٢١م بتأليفه المنظومة المعروفة في مدح الرسول (ص) وسيرته المسماة بـ (مولد). وهي منظومة لها قيمتها الكبرى في الأدب التركي. لحنها أهل الفن وتغنوا بها زمناً. ولا يزال الأتراك يتغنون بها في ذكرى المولد النبوي من كل عام، ويرددونها في إقامة المناقب النبوية في بعض الأوقات والمناسبات. وقد امتازت هذه المنظومة النفيسة بروعة النظم وطراوة الموضوع. ويعتبر أسلوبها مثالاً واضحاً للأسلوب السهل الممتع. وهي بهذا الاعتبار تعد بمثابة قصيدة البردة للبوصيري. وقد ألفها صاحبها في سنة ١٤٠٩م إثر واقعة أثارت في نفسه الغيظ فأبدع في النظم؛ فجاء أثراً رائعاً لا يضارعه فيه أحد. وقد قلده شعراء كثيرون لم يبلغ أحد شأوه حتى اليوم.