للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كتابه الموسوم: (محاكمة اللغتين) ألفه في المفاضلة بين اللغتين التركية والفارسية، وترجيح الأولى بعد مقارنة دقيقة على الثانية. فنراه يذكر في هذا الكتاب على سبيل المثال مئات الألفاظ التركية التي يندر العثور على مرادفاتها في اللغة الفارسية. . بل ويتعذر على الفارسي أن يعبر عن معاني تلك الألفاظ من دون أن يلجأ إلى استعمال عدة كلمات مقابل لفظة تركية واحدة. . ونراه بعد ذلك يخلص لنفسه برأي خاص وهو أن اللغة التركية أوسع مادة من الفارسية وأغزر منها مورداً.

وعلي شير نوائي عالم وأديب وشاعر قدير. نظم الشعر في اللغتين، وكان فيهما مبدعاً مجيداً. ولقد ذهب البعض - على خلاف الأكثرية - إلى أن علي شير كان فارسياً. ولنا فيه رأي نبديه في عدد قادم من الرسالة.

وبقدر ما كانت فكرة الميل إلى اللغة التركية ظاهرة بين الشعراء الجغتائيين في ذلك الدور، فإننا نتلمس آثار هذه الفكرة في كلام الآخرين من الشعراء بوضوح. وفي كتاب (غريبنامه) وقد أشرنا إليه في أعلاه، أشعار يستدل منها على أن صاحبها كان متحمساً للأدب التركي واللغة التركية، حيث يبدي أسفه على وضع اللغة وحالة الترك بقوله:

تورك ديلنه كيمسنه باقماز أيدى

توركلره هركز كوكل آقماز أيدى. . . الخ المنظومة.

بمعنى أنه لم يكن هناك من يهتم باللغة التركية ويبالي بها. ولم يكن كذلك من يعطف على الأتراك ويبدي لهم الحنان.

شيخي ونجاتي

وهما من مشاهير الشعراء الذين عاشوا في نهاية هذا الدور. ويعتبران بحق من مؤسسي الشعر العثماني في القرن الخامس عشر الميلادي. لا يعرف تاريخ ولادتهما على وجه التحقيق. وقيل إن الأول، واسمه الحقيقي سنان، توفي سنة ١٤٢٩م، والثاني، واسمه عيسى، توفي سنة ١٥٠٨م. وكان شيخي متصوفاً سلك طريقة (حاجي بايرام ولي) وله مثنو منظوم بعنوان (خسرو شيرين) وآخر يدعى (خرنامه) ويتضمن نصائح وإرشادات على لسان الحيوانات. وله ديوان حققه الأستاذ (علي نهاد) ونشره في سنة ١٩٣٤ - ١٩٣٦. كما وقام مؤتمر اللغة التركية بطبعة في سنة ١٩٤٢. ولنجاتي ديوان يضم أشعاره

<<  <  ج:
ص:  >  >>