وقد قضى الشاعر بقية أيام المهدي صامتاً عن عتبة لا يكاد يذكرها بشيء خوفاً من الخليفة. وما كاد الأخير يقضي نحبه حتى شعر أبو العتاهية بالأمن بعد الخوف والفرج بعد الضيق كما يصوره قوله: -
مات الخليفة أيها الثقلان ... فكأنني أفطرت في رمضان
وقد ذهب بعض النقاد إلى أن الشاعر إنما يعبر هنا عن أسفه لموت الخليفة وأنه إنما يشعر بما يشعر به كل من أفطر عمداً في رمضان. . ولكن هذا في نظرنا تأويل بعيد كما أنه يناقض تلك الأبيات المشهورة التي قالها أبو العتاهية في موت المهدي والتي تبدو فيها روح الشماتة الوضيعة. قال الشاعر مشيراً إلى جواري المهدي: -