ماذا فعل أولئك الأدباء الذين كان لهم نفوذ في وزارة المعارف. . . ماذا فعلوا حتى استهدفوا لحملات صحفية ساقت بعض مثيريها إلى ساحة القضاء؟
كل ما فعلوه أن باعوا كميات من مؤلفاتهم لوزارة المعارف كي توزعها على الطلبة ليقرأوها. . .
ثم قال الحاسدون: أخذت الوزارة لهذا وتركت ذاك. . . وكان (ذاك) قد أخذت الوزارة له من قبل.
وسمع الدكتور طه حسين باشا كلاماً يقال وغباراً يثار، فآثر مذهب (ابن حنبل) ومنع كتبه عن التلاميذ. . ومع ذلك لم يسلم من التطاول والتجريح!
وليس في الأمر كله ما يستحق كل ذلك. . .
مئات من النسخ أو آلاف أخذتها الوزارة كأسلحة تغزو بها الجهل، وقد حوت من الأفكار ذخيرة غير فاسدة. . . وعادت على المؤلف بعشرات أو مئات من الجنيهات لقاء سهر الليالي وثمناً لعصير العقول وكد القرائح.
والدولة تقدر بطولة الأجسام وتهمل بطولة الأفكار، فقد نص قانون إلغاء الاستثناءات - مثلاً - على إبقاء ما منح لأبطال الرياضة، وتركت إدارات المستخدمين في وزارة المعارف وفي غيرها تهوي بالأدباء. . .
أيها المؤلفون - بيعوا للدولة ما استطعتم بيعه من كتبكم واستغلوا من نفوذكم في ذلك إن تيسر لكم نفوذ، وإذا عد ثمن هذه الكتب مالاً مسروقاً فأكثروا من هذه السرقة.
وإني أحرضكم على ذلك وأمري وأمركم إلى الله. . .
استقبال عضو جديد بمجمع فؤاد الأول
احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية يوم الاثنين الماضي باستقبال عضو جديد هو الدكتور محمد كامل حسين مدير جامعة إبراهيم. وقد ألقى كلمة الاستقبال الدكتور إبراهيم بيومي مدكور، فتحدث عن نشأة الدكتور كامل حسين، فقال إنه كان يكتب في إحدى الصحف الأسبوعية منذ ربع قرن مقالات يذيلها باسم مستعار هو (ابن سينا) وكان إذ ذاك طبيباً شاباً