هو وحده القادر، وهو وحده القاهر. . لو اجتمع أهل هذه الأرض على أن يضروا أحدا من خلقه بغير إرادة منه ما قدروا؛ ولو اجتمع أهل الأرض على أن ينفعوا من خلقه بغير إرادة منه لما استطاعوا:(إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب)
[إن إلهكم لواحد. .]
لا تعنو الحياة إلا له، ولا تتوجه القلوب إلا إليه، ولا تنحني الهامات إلا لجبروته. . فإذا عفرت له الجباه مرة فقد عزت أمام الجبابرة. وإذا ركع له الراكعون مرة فقد نصبوا هاماتهم أمام الطغاة، وإذا عبده العابدون فإن العزة لله ولرسول وللمؤمنين.
[إن إلهكم لواحد. .]
هو وحده والكل سواه نمال. هو وحده والكل دونه ضئال. هو وحده يخفض ويرفع، ويعطي ويمنع، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء:(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير)
[إن إلهكم لواحد. .]
عقيدة ما أحوج المكافحين إليها. . تشد من عزائمهم، وتمنحهم القوة التي لا تصمد لها قوة، وتصلهم بالواحد الأحد الذي يجير ولا يجار عليه.
ما أحوجنا إلى هذه العقيدة - ونحن نجتاز امتحاناً عسيراً، سقطت فيه رجولات كثيرة. رجولات زائفة مموهة، خدعت الكثيرين. حنى إذا جاء دور الامتحان تهاوت تحت مطارقه، وتساقطت ذابلة صفراء كأوراق الخريف.
ما أحوج الذين جبنوا بعد تشجع، وتخاذلوا بعد تماسك، وأحجموا بعد إقدام. . . ما أحوجهم جميعا أن يتدبروا تلك الآية القصيرة، وأن تلمس قلوبهم جذوتها المقدسة، فيرتد الجبناء شجعاناً، والمتخاذلون أقوياء، والمحجمون أجرياء،. ويستشعروا كرامة الإنسان التي تأبى ذل الإنسان.
ألا كم سقطت رجولات مزيفة في غمرة الامتحان. . سقط بعضها تحت مطارق الخوف، وبعضها تحت مطارق الطمع، وبعضها تحت مطارق الحرص، وبعضها تحت مطارق