هو أعظم عالم نباتي وصيدلي أنجبته القرون الوسطى في العالم المتمدن؟ هو بلا ريب أبن البيطار (توفي ١٢٤٨) من مواليد ملقا بأسبانيا ودفين دمشق الشام. ففي كتابه (الأدوية المفردة) وصف ابن البيطار ١٤٠٠ نبة منها ٢٠٠ لم يسبقه أحد إلى وصفها. أما علم الكيمياء فيكفي القول أن هذه الكلمة دخلت اللغات الأوربية عن طريق العربية وأن ابا هذا العلم هو جابر بن حيان الذي زها في العراق حوالي ٧٧٦.
وفي الكلمات العربية الكيماوية والطبية التي تسربت إلى اللغات الأوربية من العربية - كالإكسير والسودا والشراب والقلي والكحول والأئمد والأنبيق - دليل ساطع على ما هو مدين به العلم الغربي للعلماء العرب.
وفي علمي الرياضيات والفلك لمع العالمي الفارسي الأصل البغدادي الإقامة الخوارزمي (توفي حوالي ٨٥٠). فهو أول من صنف كتابا في الرياضيات وعنونه (الجبر) ولما ترجم كتابه في توليدو في أواخر القرن الثاني عشر دخل هذا العلم إلى أوربا ودخل معه اسمه. وبفضل ترجمة هذا الكتاب دخلت (الأرقام العربي) بما فيها الصفر إلى اللغات الأوربية. وكلمة صفر في اللغات الأوربية الحديثة مأخوذة عن الكلمة العربية. والخوازمي هو أيضاً واضع الزيج الفكلي الذي نقله ألقونسو الحكيم ملك قشتالة وليون (توفي ١٢٨٤) إلى الإسبانية وأصبح أساساً للزيج الفرنسي الموضوع بعدئذ في مرسيلية وانتشر شرقاً حتى الصين.
ويكفي للدلالة على فضل علماء العرب على أبناء الغرب أن عدداً من أسماء النجوم - كعقرب والجدي وذنب - لم تزل لليوم في اللغات الأوربية محتفظة بأسمائها العربية.