إرجاعها إلى المقاييس التي وضعها هذا الرائد العملاق.
ولا يستبعد أن نؤرخ به الحوادث بعد قليل. .
لقد سمعت الكثير من خصومه، وكان هذا طبيعيا، بل كان من الضروري أن يختلف الناس في رجل استطاع أن يجمع حوله هذا الحشد الضخم من الناس بسحر حديثه وجمال منطقه، وقد انصرف هؤلاء من حول الأحزاب والجماعات والفرق الصوفية والقهوات ودور اللهو.
وكان لابد أن يصبح هذا مثار حقد بعض الناس الذين أدهشهم أن يستطيع هذا الرجل المتجرد الفقير أن يجمع إليه مثل هذا الشباب.
ومن الأمور التي لفتت نظري أنه أخذ من عمر خصلة من أبرز خصاله، تلك هي إبعاد الأهل عن مغانم الدعوة، فقد ظل عبد الرحمن ومحمد وعبد الباسط، وهم أخوته بعيدين عن كبريات المغاصب، ولطالما كان يحاسبهم، كما كان عمر يحاسب أهله ويضاعف لهم العقوبة إذا قصروا.
وقد أتيح لي أن ألقي بوالده الوقور، الشيخ عبد الرحمن البنا، وسمعته يتحدث مع بعض الإخوان. أنه كان يتمنى لو أن ابنه وضع الكتب في أمر الإسلام واكتفى بذلك؛ وقد رد عليه الأستاذ البنا بأنه منشرح الصدر لمعالجة الإسلام عن طريق إنشاء الجماعات وتأليف الرجال