البحار، ووصلت تجارتها إلى الصين وأستراليا الشمالية وأفريقيا والهند وبلاد الفرس، ومن هنا كانت البضائع تنقل بواسطة القوافل إلى البندقية بإيطاليا عن طريق آسيا الصغرى ومنها توزع في سائر أنحاء أوربا.
وفي هذا العصر انتشرت الديانة الهندوكية في إندونيسيا وشيدت كذلك المعابد والتماثيل للإله بوذا، وكذلك تشبع الإندونيسيون بالثقافة الهندية واصطبغ المجتمع الإندونيسي الصبغة الهندية فظهر نظام الطبقات المعروف عند البراهمة: طبقات الكهنة ورجال الدين وطبقة الأشراف والحكام وطبقة التجار والصناع وطبقة العمال والرقيق.
ويسمى هذا العصر بعصر الديانة الهندية.
دخول الإسلام
ليس من السهل تحديد مبدأ دخول الإسلام في إندونيسيا، ولكنا نستطيع أن نحدده بالتقريب على قدر الإمكان. فقد ورد في بعض كتب التاريخ أن التجار المسلمين من الهنود والفرس والعرب قد وصلوا في القرن التاسع الميلادي إلى شبه جزيرة الملايو. وليس معنى هذا أن الإسلام دخل تلك المنطقة في ذلك الوقت، ولكن معناه أن الاتصال بدأ بين المسلمين وبين سكان تلك البلاد في ذلك القوت على وجه التقريب.
وتروي كتب التاريخ بعد ذلك أن أحد الأمراء المسلمين من الهنود قد هاجر إلى سومطرا وعرض على سلطانها أو أميرها الإسلام فأسلم ولقب بالملك الصالح وقد توفي هذا الملك ١٢٩٧م.
ويؤيد هذا الرواية ما ذكره الرحالة الإيطالي ماركو بولو الذي زار سومطرا ١٢٩٢ حيث قال (إن سكان مجن هذه المملكة مسلمون).
وهكذا نستطيع أن نقول إن الإسلام قد دخل إندونيسيا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
على يد من دخل الإسلام إندونيسيا؟ ليس من السهل تبيان ذلك على وجه التحقيق. ويذهب بعض المؤرخين إلى أن التجار العرب هم أول من أدخل الإسلام؛ ويقول فريق آخر إن الهنود أول من نشر الإسلام في تلك البلاد، ويذهب فريق ثالث إلى أن الإسلام قد دخل إندونيسيا على يد علماء من الفرس، ويؤيدون ذلك بوجود بعض كلمات إندونيسية مشتقة