للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حين أن النفس مذ كانت ولوعه

بالتسامي والتعالي بالطبيعة؟

قال: لما لا ترى النفس الوضيعه

ثم، أخلوا الأرض من كل شريعة

إنما، والنفس ما زالت رضيعه

من أب سوء، ومن أم وضيعه

كيف ترك الدين أو نلغي الشريعه

إلى أن قال:

إنما الأديان آداب رفيعه

وهي تفسير جميل للطبيعه

فهم السيد ديمتري من هذه الأبيات ومن مثيلات لها في (عنوان النشيد) أن الشاعر يدعو إلى نبذ الأديان! وما كنت أظن أن مثله يحتاج إلى أن أقول له إن الشاعر يقول: إذا كنت لا ترى في هذه الدنيا نفسا وضيعة وكان إنسانها كاملا فلا مقتضى للدين والشريعة، ولكن الناس هم كما نراهم في ضعتهم ودناياهم، فكيف نستغني عن الأديان ذات الآداب الرفيعة وهي تفسير جميل للطبيعة. .؟

ولم يكن لائقا من السيد ديمتري أن يصول ويجول في ميدان (اللادين) وهو يتكلم في جمعية دينية!

وعلى رغم أن ديمتري قرأ (عنوان النشيد) كله، وفيه قول الشاعر بعد أن عرض حال العالم وما هي عليه من شر ونزاع:

ولئن تسألهم: فيم الخصام؟

لأجابوا هو من أجل السلام!

قل لهم: يا قومنا أي سلام!

ليس بين العقل والقلب انسجام

ذي هي العلة لا سوء النظام

على رغم ذلك قال ديمتري إن الشاعر يؤمن بأن العقل وحده هو الذي ينبغي أن يسود!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>