للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولا الأبيات:

برغم شبيب فارق السيف كفه ... وكانا على العلات يصطحبان

كأن رقاب الناس قالت لسيفه ... رفيقك قيسى وأنت يمان

وما كان إلا النار في كل موضع ... تثير غبارا في مكان دخان

فنال حياة يشتهيها عدوه ... وموتا يشهي الموت كل جبان

وقد قتل الأعداء حتى قتلته ... بأضعف قرن في أذل مكان

أهتز الشيخ أحمد كما يقول اهتزازا عنيفا لهذا الموقف، ففيه - على ما يدعي - جرأة وشجاعة، وفيه صدع بكلمة الحق لوجه الحق، وهو - أي الشيخ أحمد - رجل مولع بعظائم الأعمال فيما قال أو كما قال!

يا لك من رجل طيب القلب، ماذا كنت تنتظر من المتنبي في مدح كافور بعد قتل شبيب؟ أكنت تنتظر أن يقول له: لقد قتلت شبيبا الجبان الحوار الذي كان يفرق من قتل دجاجة!. . لو قال ذلك لكان أجهل الناس بأسلوب المديح، ولكان قتل شبيب عملا تافها ساقطا لا وزن له، ولكان المتنبي لم يأت في مدح كافور بشيء. . ولكن المتنبي عمد إلى رفع شبيب وإعظام شأنه، والإشادة ببطولته، ونصب حوله هذه القلاع المحصنات فجعله صديقا للسيف، وأبرزه نارا مجتاحة لا تثير الدخان ولكنها تثير الرماد. . ثم تهيأ له بعد أن جعله أمنع من بيض الأنوق أن يقول إن كافورا صاده بأيسر صلاح وبأدبي جهد، فجعل كافورا بطلا أقوى وأعز وأمنع، وعاد بهذا اللباس الذي حاكه بد يا لشبيب، فألبسه لكافور (بعد أن عززه ومنعه) زاهيا سابقا! وبعد:

فقد قدمت أن هذا ليس من موضوع الكتاب، وأملي أن يسير المؤلفون من النقد الاجتماعي في هذا السير الحميد الذي سلكه الشرباصي. وإنني أعد هذا بدء الطريق للوصول إلى سلامة المجتمع ونظافته.

كامل السيد شاهين

<<  <  ج:
ص:  >  >>