للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذنوب بالإضافة إلى صفات العبد) ص ١٤. . . وهكذا. . .

ولم يستطع الناشر المصطنع أن يجعل رسالته خاصة بموضوع التوبة، فتراه قد ألحق به موضوعا آخر هو موضوع الصبر والشكر، وكما عاث فسادا في نقل باب التوبة عاث فسادا أيضاً في نقل باب الصبر والشكر، وكأنه يلهو في ميدان لا فرسان فيه، والغريب أن الناشر المصطنع لم يتحر ذرة من الأمانة في النقل مما جعل علم الإمام الحجة ركيكا مضطربا يسئ إلى قدره، ويظهر أن مهمته كانت قاصرة على التجارة الهزيلة ولو على حساب الأئمة من العلماء. . .

وبعد. . . فمتى توجد الرقابة القوية التي تعمل على صوت المقدسات العلمية، وتضرب بيد من حديد على أيدي اللهاة العابثين بها. . حتى يبقى للعلم جلاله وقدسيته؟!

محمد عبد الله السمان

حول معنى (الأساطير)

انشرح صدري ليقظة الأستاذ (سلامة خاطر) الناقدة حينما قرأت ما كتبه في عدد الرسالة (٩٨٤ ص ٥٤٢) نافيا عن القرآن الأساطير، راجيا أن يكون الأستاذ توفيق الحكيم في إثباتها للقرآن راميا إلى معنى آخر غير المعنى المفهوم من الأساطير.

والحق الذي ينصره البحث العلمي الدقيق في منهجه الحديث هو أن الكلمات والعبارات تختلف مدلولاتها باختلاف الزمن وتطوره، فإذا أراد أديب أن يكتب أو يبحث فليجعل في حسابه فرق الزمن في تطور مدلول العبارة أو الكلمة.

وهذا أمر تدعو الحكمة (الحكيم) في كتابه (فن لأدب) أن يلحظ قدسية القرآن، فينزهه عن الشبهة، بل هذا خطأ منهجي يغفره أن نلحظ ما عناه القرآن الكريم نفسه من كلمة (أساطير) وأن ننوه عن حياة هذه الكلمة في مدارج التاريخ.

إن القرآن يريد بالأساطير في جميع آياته التي حكي بها شبهة المنكرين الصادين عن سبيل الله - يريد بها: الخرافات والأباطيل، والكذب والأضاليل. وجل القرآن أن يوصف بشيء من ذلك فليس فيه أساطير، وإذا أراد كاتب أن يصف قصصه فلينزل عند اصطلاح القرآن حتى يكون صادقا في التعبير عنه، معطيا للحق المنهجي قسطه كاملا غير منقوص، مراعيا

<<  <  ج:
ص:  >  >>