للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روح عصر التنزيل،. لقد سمى القرآن الأساطير لهو الحديث في سورة لقمان: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله، ويتخذها هزوا).

وقد نهى الصحابة عن التعلق بها. . فقد ذكر المفسرون أن بعضهم كان يقرأ في (اسفنديار) فأنزل الله الآية: (أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن هو ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) (سورة العنكبوت)

فإذا تحدثنا عن الفهم الصحيح لأي كلمة فلنتبع الطريقة التاريخية في الدرس، وبذلك نرتفع في بحوثنا الأدبية والعلمية، فوق الشبهات. إن كلمة من الكلمات (الرأي - التحريم - الكراهة - القياس) قد تباين مدلولها على مر الزمن في تاريخ الحياة الفقهية، عرف ذلك من عرك ميادينها.

وإن كل كلمة من الكلمات (الإعراب - النحو - الرفع - النصب - الجزم. . .) قد اختلف مدلولها في مدارج الزمن في حياة (النحو العربي) سبر غوره من مرن على (فناقله).

وإن كل كلمة من الكلمات (أدب - علم - فن) قد تباعد مدلولها القديم عن مدلولها الحديث في حياة العلوم والفنون، وإنه لا يتسنى لباحث في أية مادة عليمة أو فنية أن يكون دقيقا إلا إذا رعى هذا التطور التاريخي لمدلول الكلمات فيما يكتب أو يحرر.

فإذا قصد (الحكيم) بالأساطير معناها الفني المعاصر أو يحرر معناها القديم الغابر، فإنه - عندي - على كل حال ملوم.

إن قصص القرآن حق: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق) (سورة البقرة) - هو فكرة: (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) (سورة الأعراف) - وهو عبرة: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون). (آخر يوسف).

وهو بذلك تثبيت لأفئدة المؤمنين.

فكيف تلتقي قصصه - وتلك حالته - بالأساطير!. اللهم غفرا.

محمد إسماعيل الشلبي

دار. العلوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>