للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الزاهية المتناسبة والأساليب الهندسية والنباتية

أما الفرس الذي كان لهم تقليد فني عريق فإنهم بعد دخولهم في الإسلام استنبطوا التصوير المصغر، وأول كتب ظهرت فيه هذه التصاوير هي (كليلة ودمنة) و (المقامات). وفي إسبانيا تأثر المسلمون بالتقليد المسيحي، فلم يتردد عبد الرحمن الثالث الذي أعلن نفسه خليفة عام ٩٢٩ عن وضع تماثيل إحدى سراريه في قصر الزهراء الذي شاده على اسمها. كذلك أقام بنو نصر الذين بنو الحمراء تماثيل للأسود فيها

برع العرب في الشرق والغرب في الفنون الصناعية. فالقرميد الملون لم يزل في الإسبانية والبرتغالية معروفا باسمه العربي (الزيجي). وبفضل العرب أصبحت طليطلة وقرطبة ومالقة مراكز هامة للخزف. وأصبحت طليطلة مركزا للقواطع والسيوف كما كانت دمشق. ولم تزل صناديق عاجية كثيرة من صنع قرطبة معروضة في متاحف أوربا وأميركا للآن. واشتهرت بلنسيه بصناعة الزجاج التي امتازت بها سورية ولبنان من العهد الفينيقي، ومن إسبانيا انتقلت هذه الصناعة إلى فرنسا وغيرها فتمركزت صناعة الخزف في بواتيه وقلدها عملة أولئك حتى القرن الخامس عشر

ومن الفنون التي رقاها أبناء العرب فن الخط الذي تقلده الصنعة المسيحيون على الأواني دون أن يفهموا فحواه

وبلغت الأقمشة حدا من الانتشار لم تبلغه قبل الفتح الإسباني والحروب الصليبية. ومن الكلمات العربية التي أخذها الإفرنج من العربية (مصلن) من الموصل و (بلدكن) من بغداد و (ديوان)

وفي البناء أسلوب معروف يدعى الأسلوب المغربي الذي امتزجت فيه عناصر إسلامية وغوطية مسيحية. ومن مميزات هذا الأسلوب القنطرة المشابهة لنعل الحصان والتي كان ظهورها للمرة الأولى في المسجد الأموي بدمشق في أوائل القرن الثامن. وقصور طليطلة وإشبيلية وقرطبة هي من أهم الآثار البنائية العربية وأجمل أثر هو الحمراء. أما المسجد الذي بناه عبد الرحمن الأول (توفي ٧٨٨) وفيه ١٢٩٣ عموداً فإنه الآن كاتدرائية. والزهراء لم يبق منها أثر مذكور

والكلمات التي يستعملها البناء والنجار في الإسبانية والبرتغالية معظمها عربية الأصل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>