للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أنا على يقين من أنه لا يريد ذلك، وإنما يريد عكسه، ولكنه (هرول) فسمى التشدق والتفاصح والإغراب وتكلف الإتيان بكلام يبهر الناس - فصاحة وبلاغة، ثم (هرول) مرة ثانية فدعا إلى خنق الفصاحة والإعراض عن البلاغة

ولو روي قليلا لتجنب الوقوع فيما عابه، ولبرئت محاضرته الرائعة من (الهرولة)، ولعلم - ومثله جدير بأن يعلم - أن ما يدعو إليه عن نفسه ما يرمي إلى إحيائه والعمل به

مجلة الأزهر

هذا أول عدد يصدره من مجلة الأزهر، الأستاذ الكبير أحمد حسن الزيات بك صاحب (الرسالة) وقد جعل فيه لمجلة الأزهر رسالة أوضحها في مقاله الافتتاحي (عهد جديد) فهي الناطقة بلسان الأزهر، (وليس الأزهر هذه البنايا ومن يعمرها من أساتذة وطلاب) إنما هو الإسلام، و (ليس الأزهر إذن جامعا للصلاة كجامع عمرو، ولا جامعة للعلم كجامعة فؤاد، وإنما هو فضلا عن التعبد فيه والتعلم به رسالة ودعوة) فالمجلة إذن (تدعو إلى الله بالدعاء البين، وتجادل عن دينه بالقول اللين، وترفع صوت الأزهر نديا فوق هذه الأصوات المنكرة التي تتخاطب بالحديد، وتتجاوب بالوعيد)

وهكذا جعل أستاذنا لمجلة الأزهر رسالة، فحق لنا أن نطلق عليه (صاحب الرسالتين)

والهدف البارز الذي ترمي إليه المجلة في زيها الجديد الذي خرجت به على الناس في غرة شهر رمضان، هو جلاء الثقافة الإسلامية وإبراز الفكر الإسلامي بصوره المختلفة من فقه وأدب واجتماع وفلسفة وتاريخ، يتمثل ذلك في هذه المقالات التي كتبها رجال أستطيع أن أو قول إنهم جميعا من الأزهر، وهم ثلاثة أنواع: أزهريون أقحاح كأصحاب الفضيلة الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد الرحمن حسن والشيخ محمد محمد المدني، وأزهريون نشئوا في الأزهر ثم فصلوا عنه وأخذوا بألوان أخرى من الثقافة والحياة، كالدكتور طه حسين باشا والأستاذ صاحب الرسالتين، وأزهريون اتصلوا بالثقافة الأزهرية عن طريق الاطلاع والأخذ عن شيوخه كما قال شوقي يخاطب الأزهر:

ما ضرني أن ليس أفقك مطلعي ... وعلى كواكبه تعلمت السرى

ومن هؤلاء الأستاذ العقاد والأستاذ فريد أبو حديد بك

ويحوي العدد إلى جانب مقالات أولئك الأقطاب أبواب يقتضيها الفن الصحفي مثل (الآداب

<<  <  ج:
ص:  >  >>