للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تسويد صفحاتها كل صباح بالمهاترات السخيفة)

أنا معك يا صديقي في هذه الناحية. . وهذا الأمر وهو السبب أيضاً في عدم اطلاع أدباء العربية على الأدب العراقي عدا ما ينشره بعض النابهين منا على صفحات مجلات مصر. . وأنا أرجو مخلصا من إخواننا السودانيين أن يفهموا أن الأدب فوق السياسة وأبقى من كل ما يسودون به من صفحات، مصيرها الفناء، فهل ترى يدرك أصحاب الصحف هذه الغاية؟

ويكتب إلى الأستاذ الشاعر جعفر عثمان موسى فيقول

(. . فكرت جدياً بعد كتابتك عني وإلحاح الأصدقاء في نشر شعري. .) وأنا أحب أن أهمس في أذنه مشجعا على النشر لأن إذاعة ثمار القرائح على الناس. . أثمن هدية يقدمها الفنان إلى بلده. . .

ويقول لي الأستاذ عبد الهادي مراد محمد في رسالته المؤرخة ١٥ مايو ١٩٥٢ (. . وقد كتب لك من السودان - على ما أعتقد - جماعة أبانوا لك هل في السودان أدب بالمعنى الصحيح، بل لعلهم كانوا أصرح من ذلك فكشفوا لك العوامل التي حالت دون انتشار أدبنا. . .)

أما أنا فأجيبه بأنني عاتب على أدبائكم وعلى الصحافة السودانية أيضا. وسبب ذلك هو عدم الكتابة إلى عما طلبت. . كما أنني لست أدري ما السر في تهجم صحفكم الزاهرة علينا، وما أنا أنقل إلى قراء (الرسالة) ما نشرته صحيفة (النيل) في عددها الصادر يوم (١٥ مارس ١٩٥١) تعليقاً على النداء الذي نشره عن لساني الصديق الشاعر الأستاذ جعفر حامد البشير قالت

(. . . يجد القارئ في هذه الصحيفة دعوة كريمة وجهها الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري شاعر الشباب العراقي بواسطة صديقه الأستاذ جعفر حامد البشير الأديب المعروف لدى قراء (النيل)، والتي يدعو فيها أدباءنا وشعراءنا السودانيين بموافاته بمنتجاتهم في الأدب لإذاعتها ونشرها. .

هذا ما جاء في كلمة صديقنا الأستاذ البشير، ومن قبل ذلك وبسنوات طلب الأستاذ الدكتور زكي مبارك من أدبائنا أن يوافوه بمنتجاتهم الأدبية ليقدمها للعالم العربي. والذي يهمني في هذه المسألة هو لماذا يفكر إخواننا في البلاد العربية هذا التفكير العجيب، فالسودان قطر

<<  <  ج:
ص:  >  >>