عليه حسب ما أرتئيه، على أن أترك المجال لأخواننا أدباء السودان للكلام حوله
يقول لي الصديق الفاضل الأستاذ الشاعر هدى الأمين في رسالته المؤرخة في ١١ مايو، بعد التحية الرقيقة التي أقدم إليه أحسن منها
إني أوافقك على توجيه اللوم لنا نحن شعراء السودان وأدبائه لا إلى إخواننا في البلاد العربية الأخرى، ومرد هذا التقصير لسببين:
أولهما، فقدان الصحف الأدبية التي تصلح لنشر الشعر والأدب في السودان، وهذا يعزى إلى عدم توفر المادة الكافية لديها، وثانيهما تخجلنا وانكماشنا على نفوسنا، وهذا طابع ظاهر في الخلق السوداني لم تعمل الحضارة الحديثة على إزالته. أما أنت فقد بدأت في كشف وشاح الخجل عن عواطف شعرائنا. ون يقف قلمك الفياض قبل أن يقدم إلى قلوب أبناء لغة الضاد وعقولهم بعض ما يخفق به القلب السوداني وما يوحي به العقل. .
وأنا أقول للأستاذ الأمين - بعد شكره على ما أرسل إلى من شعره، الذي أرجو أن أكتب عنه بعد أن تجتمع لدي بعض النماذج الأخرى من إخوانه الشعراء - ترى ما هو السبب في خجل شعراء السودان وعدم تقديم ثمار عقولهم إلى القراء؟ أليس هو فقدان الثقة بالنفس؟ فهل بعد هذا الدليل سبب آخر؟ لذلك أرجو أن يكون الأدباء عندكم أكثر جرأة، ولديهم من الشجاعة ما يكفي إلى فرض أدبهم على القراء ما دام هناك صحف ذائعة تحمل كل ما هو جدير بالإعجاب والخلود. ثم يا صديقي ما السر في هذا التشاؤم الذي يسيطر على كل بيت من أبيات شعرك؟ أليس هذا من عدم الثقة بالنفس؟ إن الرجل يا صديقي لا ينظر إلى الحياة بمنظار أسود إلا بعد اليأس الشديد، فهل سمعت قبل الآن بشاعر يطلب الموت سواك
في القبر ملتجأ لمن ... قضى الحياة كميت
فلم التعلق بالحيا ... ة وغايتي هي غايتي
لماذا كل هذا اليأس يا صاحبي، وأنت لا تزال طري العود، ندي الإهاب؟ أرجو ألا أسمع منك بعد اليوم إلا كل لحن ينبض بالأمل والحب والشباب. .
ويكتب إلى الأديب الزبير علي، في رسالته المؤرخة في ٨ مايو ٥٢ فيقول:
(ليست لدينا صحيفة أدبية بالمعنى الصحيح. لأن أكثرها لا يعنى بالآداب، ولاهم لها إلا