للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ضم الملك عبد الله ما تبقى من فلسطين إلى مملكته وبذلك زالت فلسطين من الوجود

وكان الملك عبد الله قد بدأ حياته السياسية الهامة أميراً على ما وراء الأردن وذلك عام ١٩٢٢ بعد أن طرد الفرنسيون أخاه فيصل من عرش سورية المحدث

بيد أن سياسة الانتداب الإنكليزي في العراق جاءت من الطراز المستنير المتساهل، ففي عام ١٩٢١ بعد أن فشل الأمير فيصل في محاولته الملكية في دمشق نصبه الإنكليز ملكا على العراق. وفي عام ١٩٣٠ تخلى الانتداب البريطاني عن كل حقوقه في هذه البلاد واعترف بالعراق بلاداً مستقلة. فالعراق سبقت شقيقتها سورية في ميدان التطور السياسي مع أن سورية كانت تسبقها في التقدم العمراني والثقافي

والمملكة العربية السعودية هي من صنع ملكها الحالي عبد العزيز بن سعود الذي شيد لنفسه مملكة جديدة منتشرة من الخليج الفارسي إلى البحر الأحمر ومنطوية على معظم الجزيرة العربية الشمالية والمتوسطة. وهو الذي طرد الملك حسين والد عبد الله وفصيل من الحجاز. وجاء اكتشاف الزيت بغزارة فائقة في صحاري هاته البلاد حادثاً تاريخيا هاما إذ بواسطته فتحت بعض أطراف البلاد أبوابها لقبول العوامل العمرانية الغربية الحديثة. ولشركة الزيت الأميركية التي نالت امتياز الاستثمار عام ١٩٣٣ الفضل في جعل دخل المملكة العربية السعودية أعظم دخل لبلاد عربية في العالم

وفيما سوى هذه المملكة فهنالك مملكة اليمن في الجنوب التي لا تزال حكومتها ثيوقراطية وأبناؤها بعيدون عن المؤثرات الخارجية العصرية من علمية وفنية وعلمانية. فاليمن لا تزال محافظة على القديم بعيدة عن مجاري العمران التقدمي الحديث

إن كانت الحرب العالمية الأولى نتج عنها تقسيم البلدان العربية وتجزئتها وتوليد قوميات وطنية فيها فالحرب الثانية جاءت نتائجها عكس ذلك. شعر أبناء العربية أن مصلحتهم الاقتصادية والسياسية تقضي بجمع كلمتهم وتوحيد أهدافهم فمالوا إلى التعاضد والتعاون والوقوف المحد في وجه العدو الخارجي. وكان من نتيجة ذلك تأليف جامعة الدول العربية وقوامها مصر وسورية ولبنان والأردن والعراق والبلاد العربية السعودية واليمن. وللجامعة دستور يكفل لكل دولة فيها الاستقلال التام ويقضي بحل المشاكل بين الأعضاء إذا كان ثمة مشاكل بطرق سليمة ويفرض التضامن على دفع الاعتداء من الخارج. وللجامعة لجنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>