واقتصادية واجتماعية وسياسية جديدة. وكان من أهم الأفكار السياسية فكرة الديمقراطية وتقرير المصير
ولم تكن الروح القومية العربية في بادئ أمرها من النوع الإقليمي بل من النوع الشامل. كان أساسها اللغة والثقافة لا الدين، وكانت ترمي إلى جمع المسلم والمسيحي المصري والسوري واللبناني على صعيد واحد هو الصعيد الأدبي
٧ - نشوء القومية والفوز والاستقلال
كانت البلدان العربية الآسيوية حتى الحرب العالمية الأولى وحدة مفردة تخضع للحكم العثماني. على أن تلك الحرب كان من نتائجها تفكك عرى الإمبراطورية العثمانية وسلخ البلدان العربية وتجزئتها إلى وحدات متعددة مما آل إلى تجزؤ القومية العربية البدائية
فمصر بعد أن احتلها الإنكليز عام ١٨٨٢ صار همها الأول التخلص من ذلك الاحتلال. فأصبح لها مشاكل خاص بها. وبفضل ذلك أخذت القومية فيها تصطبغ بصيغة محلية موضعية وانفصلت عن القومية العربية الشاملة. يومئذ اكتشف المصري أنه مصري واتخذ شعاره (مصر للمصريين) وفي عام ١٩٣١ نالت مصر استقلالها بعد أن أمضت مع إنكلترا معاهدة لعشرين سنة تخول الإنكليز حق استخدام المرافئ وطرق المواصلات المصرية في أيام الحرب وإبقاء حامية بريطانية على ترعة السويس
كذلك سورية ولبنان بفضل مقاومتها للانتداب الفرنسي الذي أصبح مشكلهما الخاص بهما افترقتا عن بقية البلدان العربية وتولدت فيهما روح إقليمية خاصة. وكان أبناء سورية ولبنان يشكون من عدم اعتبار فرنسا لقوميتهم ومن فرض اللغة الفرنسية عليهم ومن تقسيم البلاد السورية إلى ولايات والسماح لتركيا باحتلال سنجق هاتاي. فمقاومة الانتداب جاءت بمثابة مسن يشحذ عليه القوميون سيوف وطنيتهم إلى أن أعلن لبنان جمهورية مستقلة وكذلك سورية وذلك عام ١٩٤٥. وكان لبنان في الكثير من أحقابه ولا سيما في العهد العثماني يتمتع بمقدار مختلف من الحكم الذاتي
أما مشكلة فلسطين التي وقعت تحت الانتداب الإنكليزي فما زاد عرقلته حشر الصهيونية فيه. وهي الحركة الأجنبية التي اعتبرها العرب بكليتهم حركة اعتداء وظلم. فالجهاد ضد بريطانيا والصهيونية نتج عنه روح فلسطينية محلية. وبعد أن ظهرت إسرائيل (١٩٤٨)