للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موضوع!

وآلم السيد شاهين ما جاء في خاتمة الكتاب من تحايا الشعراء والأدباء للمؤلف بمناسبة الإفراج عنه والفرحة بعودته إلى حياة الحرية والانطلاق، وشاء أن يعبر عن ألمه بهذا الحكم الصارم - أو الوارم -: (فسائر هذه التقريظات غاية في الغثاثة والتفاهة) ومن السهل على كل إنسان أن يصدؤ مثل هذه الأحكام العامة التي ينقصها الرشد والتبصر. ولعل الكاتب لم ينس أن العرب اختصروا الطريق في حكمهم على القرآن المجيد فقالوا أنه (أساطير الأولين)!. . . ومن المؤسف مرة أخرى أن أذكر الشيخ شاهين بأن هذه التحايا لم تكن تقريظات. ولم يستكتبها أستاذ من طلبته كما زعم متجنيا، بل هي صورة عواطف ومشاعر لإخوته كرام سبقوا بها قبل ظهور الكتاب بشهور ونشر أغلبها، واصحابها لهم مكانتهم الأدبية وماضيهم الشعري، ولذلك عنوت بعنوان (تحية وذكرى)، ومن الطريف - وليس مما يعاب كما توهمت - أن تسجل العواطف المتبادلة بين التلاميذ الأحياء والأساتذة الأوفياء - وعد النظر عن غير هؤلاء فهم كالهباء -. . . وهل يعد غاية في الغثاثة والتفاهة قول أحد المحيين:

عفواً إذا زل مما قلته قلمي ... برغم أن جنا زلاته الخطر

أوخذت ظلما وهذه رحمة سبقت ... من أن تؤاخذ عدلا أيها القمر

وهل يعد غاية في التفاهة والغثاثة قول الثاني:

لبيك لو قبل المعاند فدية ... أو لم يزعه ضميره المتغابي؟

إني لأدخر الثناء لعالم ... لاقى الصعاب بعزمة الوثاب

متدرعا بالصبر، لا متراجعا ... في الحق، أو مستهدفا لعتاب

لقد أبعدت أيها الصديق، وحملت هذه التحايا ما لا تطيق!

وكبرى الكبائر عندي أن يعتبر الشيخ شاهين دفاعي عن الأزهر الشريف المعمور (هفوة)! كبرت الكلمة منك أيها الصديق. . . الأزهر الذي رضعت لبانه وتمتعت بخيراته وسعدت بكنوزه وعلوت باسمه ينال منك هذا الجزاء؟. ثم أنت لا تقتصد في النقد، ولا تكتفي بالتوجيه، ولا تقنع باللوم، بل تجور وتجور، فتنال جبهة الأزهر الشماء بما تشاء، ثم تسرف فتقول وبئس ما تقول: (ألا أنه قليل للأزهر أيلام، وقليل لرجاله أن يتهموا

<<  <  ج:
ص:  >  >>