للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الرأي، وعلم أهل الحديث.

وقد وصل الشافعي بعلمه وثقافته إلى درجة المجتهدين، وارتفع عن أن يكون من أتباع (مالك)، أو تلامذته الذين يجرون في حدود مذهبه، فكان ذلك مصدر الخلاف بينه وبين المالكية في مصر، وقد لقي من ذلك عنتا شديدا.

وتوافرت للشافعي كل وسائل (العالم)، كما توافرت له كل وسائل (الداعية) فقد أثر عنه أنه كان يذهب إلى الصباغين يتساءل عن معاملاتهم، ويرتاد السوق يحدث أصحاب الحرف. .

وبلغت به الثقة أن كان يعرف أن أهل مصر فرقتان: فرقة مالت إلى قول مالك وفرقة مالت إلى قول أبي حنيفة، ولكنه كان يقول في حماسة ظاهرة (أرجو أن أقدم إلى مصر فآتيهم بشيء أشغلهم به عن القولين جميعا. .)

وقد حدث ما توقعه. . غير أن الخلاف لم يلبث أن نشب بين أتباعه وأتباع مالك فلقيه فتيان ابن أبي السمح المالكي ليلا فضربه أحدهم بمفتاح حديد فشجه. .، فلم يسعف بالعلاج فمات. .

. . وقد مات فقيرا، ولم يترك شيئا يذكر، وكان قد أجهد نفسه في الفترة التي قضاها في مصر إجهادا بلغ به غايته.

أنور الجندي

<<  <  ج:
ص:  >  >>