وفي سنة ١٩٠٨م. . قامت ثورة في تركيا الفتاة. . التي انتهت بالحصول على الدستور ولم يكن لمصطفى نصيب في هذه الثورة.
وحينما نشبت الحرب بين إيطاليا وطرابلس. . رأى أن يتطوع لمعاونة القوات الوطنية التي تحارب الغزاة الإيطاليين. . وقد استطاع الوصول إلى ميدان الحرب. . رغم معارضة الحكومة العثمانية. . وتضييق الرقابة الإنجليزية. . المسيطرة على مصر في ذلك الحين. . وظل يعمل في الميدان الجديد إلى أن نشبت الحرب البلقانية. . ضد تركيا سنة ١٩١٢م.
وحينما نشبت الحرب الكبرى. . انضمت تركيا إلى ألمانيا. فاشترك مصطفى كمال في هذه الحرب. . وقام بنصيب كبير في الدفاع مع بلاده حتى وصل إلى مرتبة الزعامة الحربية. . رغم معارضة وزراء الحربية له. ووقوفهم في وجهه. . وإبعاده في كثير من الأوقات عن ميادين القتال. . وقد حاول الإنجليز مرتين اقتحام الدردنيل. . ولكنه استطاع أن يردهم المرة تلو المرة. . حتى تراجعوا في ١٤ ديسمبر سنة ١٩١٥. . . ولذلك أطلق عليه اسم (منقذ الدردنيل)
وكان مصطفى كمال يحمل على الألمان حملة شعواء. . ويقول (إنه من الحمق والجنون أن نسمح للأجانب بالسيطرة على الجيش)، وهو عدة الحياة لنا. . يجب علينا نحن الأتراك. . أن ننهض بجيشنا. وإنها لإهانة للوطن كله أن ندعو ضباطا بروسيا ليتولى عنا تنظيم جيشنا. .)
وحينما انتهت الحرب. . خرجت تركيا مهزومة ذليلة. . وكانت النكبة الكبرى على الدولة العثمانية احتلال اليونان لمنطقة أزمير - فقد كان ذلك يبعث في نفوس الأتراك ألما وحسرة وقلقا. . ويدعو إلى التشاؤم. . والخوف من المستقبل.
خرجت تركيا من الحرب مهزومة ذليلة. . فأنتهز اليونانيون الفرصة. . وطلبوا من الحلفاء أن يسمحوا لهم باحتلال أزمير.
وفي الخامس عشر من شهر إبريل سنة ١٩١٩م. . بدأت الجيوش اليونانية تنزل أرض الأتراك - الذين كانوا بالأمس القريب سادة عليهم - وقد اقترن نزولهم في هذا الميناء بالوحشية والقسوة. . فاعتدوا على الأهالي المسالمين. . وقتلوا عددا كبيرا من الجنود الأتراك. . وقد رأت الكاتبة الفرنسية مدام جوليس ما حدث عند نزول اليونانيين في