للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أزمير. . فتقول في مذكراتها:

(بدأ اليونانيون ينزلون إلى البر. . وقد انتظموا صفوفا يتقدمهم علم يوناني كبير. . وازدحمت على جانبي الطريق الخالي من الأتراك. جموع من الأروام. . وقفت تهتف للقائد اليوناني الكبير - فنزيلوس - وكانت وجهة المحتلين والمتظاهرين. . الثكنة العسكرية التركية. . التي آوى إليها جنود الحامية التركية مع عدد عظيم من الضباط. . والشبان القدمين للاقتراع. . وكان جنود الحامية قد سلموا أسلحتهم تنفيذاً للأوامر. . وما هي إلا فترات قصيرة حتى أحاط الجيش المحتل بالبناء. . ثم دوت طلقة من أحد المتظاهرين كانت إيذانا بحركة فاجعة. . فقد صوب المحتلون مدافعهم. . فطارت مصاريع النوافذ الزجاجية. . وامتلأ الفناء بجثث القتلى والجرحى. .

وحاول الأتراك المحاصرون أن يدافعوا عن أنفسهم. . فاخذ أحدهم قطعة قماش رفعها. . وسار صائحا في إخوانه. . كي يتبعوه، ولكن نيران المدافع كانت أقوى من بسالتهم، فمات منهم كثيرون)

يقول المؤرخ الإنجليزي الكبير هربرت فشر (قد يتحمل الأتراك احتلال أية دولة لأزمير، أما أن تخفق الراية اليونانية الحقيرة المزدراة فوق أي صقع من أصقاع آسيا الصغرى، فكان يعد من جانب كل تركي وطني صميم إهانة لا تغتفر ولا تطاق ولذا أثار نزول الجيش اليوناني في أزمير موجدة الترك، وأهاج حفيظتهم، وأذكى في نفوسهم تصميما على مقارعتهم، وأتاح لمصطفى كمال، منقذ الدردنيل وأنبغ قواد الجيش التركي، الفرصة لخلق دولة تركية مستقلة لخلق دولة مستقلة جديدة)

نظر مصطفى كمال إلى الحالة السيئة التي وصلت إليها بلاده. . فلقد أبعد الأتراك عن قناة السويس. . وطرد من العراق وسوريا وفلسطين. . وألقى الأسطول الإنجليزي مراسيه في مضيق الدردنيل. . . وغدا السلطان دمية في أيدي الساسة البريطانيين. . ولم يبق للأتراك سوى آسيا الصغرى التي أحتل اليونانيون جزءاً منها. . وبدأ مواطنوه يخضعون للحكم الأجنبي، ويفقدون الثقة في حاضرهم ومستقبلهم. . ولا يفكرون في وسائل الخلاص!!

ومع هذا الفساد في الحكم. . والتشاؤم من المستقبل المظلم. . بدأ مصطفى كمال يفكر تفكيرا جديا في تحرير وطنه. وتخليص بلاده. وبعث الشعور القومي من جديد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>