وختم المؤلف كتابه بمقترحات توجه بها إلى ولاة الأمور، وأخص هذه المقترحات المطالبة بالرجوع إلى التشريع الإسلامي (فلو وفقنا للرجوع إلى الإسلام فقد وفقنا لإنقاذ الأمة مما تعانيه من الخطوب والكروب والويلات التي تستهدف معها لسخط الله وانصباب صواعق النقم على رؤوسنا) إلى آخر ما قال الكاتب بجرأته التي تسترعي الانتباه.
وفي مقدمة المقترحات التي عني بها صاحب (أسس الإصلاح) تأليف وزارة للشؤون الإسلامية تكون لها الولاية على إقامة الشعائر الدينية فتعاقب المسلم الذي يتوانى في أداء الفرائض من صلاة وزكاة وحج إن استطاع إليه سبيلا، وكذا تتولى القضاء على هذه البوائق التي ارتكس فيها المسلمون مندفعين وراء تيار المدنية الكاذبة، ويقوم على رأس هذه الوزارة - وزارة الشؤون الإسلامية - وزير يلقب بشيخ الإسلام - وهو غير شيخ الأزهر - (تكون له الهيمنة على شيوخ المعاهد وله السيطرة في الوزارة الإسلامية وعلى سائر الوزارات والهيئات فيما يتصل بالشؤون الدينية وتكون تحت إدارته قوة عسكرية لتنفيذ الأوامر الدينية) وبعد ذلك (يعين مجلس إسلامي أعلى تحت رياسة شيخ الإسلام لإعداد المؤلفات الدينية للرد على الطاعنين في الإسلام وعلى الطوائف الخارجة عنه) ثم اقترح (عقد مؤتمر إسلامي كل عام ينهض بالمسلمين) كما يرى حضرته (توسيع اختصاص المحاكم الشرعية على مثل الحكم الإسلامي في فجر الإسلام)
وبعد، فإن الأستاذ عبد الغني مستحق ولا شك كل إعجاب لهذا المجهود الذي بذل، وهذه الشجاعة الأدبية التي لم تتخل عنه في كل أطوار حياته، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين.