للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحدا كان يضمر له ذرة من الكراهية لأن خلقه جعله جديرا بحب القلوب قاطبة، وكان أديبا شهما وكريما حفا، ولكن هذه الصفات كلها لم ترحمه من عدوان الأيدي الأثيمة النذلة. .!

لقد ذهب صديق الرسالة أو فقيدها إلى جوار ربه وهو أكثر ما يكون رضا عن ربه، وبقيت الأيدي الأثيمة تنتظر في الدنيا سخط الرأي العام ونكال العدالة. . . وفي الآخرة لعنة السماء. . .!

محمد عبد الله السمان

كن جميلا

قرأت بإعجاب مقال الأستاذ أحمد مصطفى حافظ بالعدد ٩٧٨ من الرسالة الغراء ولكني فيما أعتقد لي مندوحة عن التسليم بكل ما عرضه الأستاذ على بساط البحث من آراء. . .

فلقد استدل الأستاذ على أصالة الشاعرية وطبيعة الانفعال الفني بأبيات من الشعر الكئيب الحزين. . وإني لأفهم من هذا مشاركة الأستاذ - وجدانيا على الأقل - لهذا اللون من الأدب. . ومن رأينا أن رسالة الفن ليست الكآبة واليأس. . وأن جمال الكون وبهاء الوجود ليسا من الهوان على الشاعر الفنان الحق حتى يدعها إلى الأفكار السوداء المتشائمة. . . وأن العقاد الفيلسوف ليقول: (. . . ما زلت أعتقد وأزداد مع الأيام اعتقاداً أن بغض الحياة أسهل من حب الحياة، وأن الأدوات النفسية التي نلمس بها آلام الحياة أعم وأشيع وأقرب غورا من أدوات النفس التي نلمس بها أفراح الحياة العليا ومحاسنها الكبرى، فالفرح أعمق من الحزن في رأيي ولا مراء! وليس الحزن قدرة بل هو انهزام أمام قدرة. . . أما الفرح فهو القدرة والانتصار. . .) فنحن لا نستحسن - مثلا - قول (الأديب المسترسل) حين يقف بين أحضان الطبيعة البهيجة: (إني أرى الجبال هموما ثقيلة جاثمة فوق صدر الأرض. . بل نميل عن هذا الأديب لنسمع من الآخر قوله:

الزهر حيانا بثغر باسم ... والنهر قابلنا بقلب صافي

ثم نسمع من الزهاوي قوله:

الناس تحيى بالمنى ... فما لها عنها غنى

<<  <  ج:
ص:  >  >>