إنه لو كان الأمر أمر الله والدين لهان، ولكنه أمر الأمريكان! أن ما تقرره الشريعة الإسلامية شيء، وما تقرره حلقة الدراسات الاجتماعية شيء آخر! أن حلقة الدراسات الاجتماعية لا يجوز أن تعرف سر الإسلام الذي لا تعرفه، وإلا فرضته على أهل الإسلام!
ولكن بعض أعضاء اللجنة من المعاندين المكابرين الذين لا يعرفون كيف يكتمون النصوص؛ ولا يعرفون كيف يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ولا يعرفون كيف يشترون بآيات الله ثمنا قليلا.
هؤلاء الأعضاء ما يزالون متشبثين بان يطلعوا الأمريكان على السر الخطير، وما يزال الأعضاء الآخرون يلاقون من تشبثهم عنتا، ولا يدري إلا الله كيف تسير الأمور!
إنها مهزلة. بل إنها لمأساة. . ولكن العزاء عنها أن للإسلام أولياءه الذين يعملون له وحده، ويواجهون به الاستعمار والطغيان والشيوعية سواء، أولياءه الذين يعرفون أن الإسلام يجب أن يحكم كي يؤتي ثماره كاملة. أولياءه الذين لا تخدعهم صداقة الصليبين المخولة للإسلام، وقد كانوا حربا عليه تسعمائة عام.
إن أولياء الإسلام لا يطلبون باسمه برا وإحسانا، ولكن يطلبون باسمه عدالة اجتماعية شاملة كاملة؛ ولا يجعلون منه أداة لخدمة الاستعمار والطغيان، ولكن يريدون به عدلا وعزة وكرامة؛ ولا يتخذون منه ستارا للدعاية، ولكن يتخذونه درعا للكفاح في سبيل الحق والاستعلاء.
أما دور العلن الذي يعلن بالإسلام في هذه الأيام؛ وأما المتاجرون بالدين في ربوع الشرق الأوسط، وأما الذين يسترزقون من اللعب به على طريقة الحواة، أما هؤلاء جميعا فهم الزبد الذي يذهب جفاء عندما يأخذ المد طريقة، وسيأخذ المد طريقه سريعا، أسرع مما يظن الكثيرون، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفوا في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم. وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً. يعبدونني لا يشركون بي شيئا). . صدق الله العظيم