وحملت على عمر. وإلا فإنها لكبيرة من هذا الفارغ الوقح أن يجابه عمر هذه المجابهة: رجل معه امرأة، ومعه زق خمر، وصوت الرجل والمرأة يدعو من يسمعه عرضا إلى الاسترابه به، فإذا ما استشرف أمير المؤمنين لينظر ما رابه يناظره هذا الفارغ الوقح في أصول الدين! أن عمر لم يعاقبه لو كانت القصة حقيقية، لا لأنه تجسس، ولا لأنه أتى البيت من غير بابه، ولا لأنه لم يستأنس ولم يسلم، ولا لأن حجة هذا الفارغ فلجت عمر، بل لأن شروط العقاب لم تتوفر، فلم يبق إلا التعزيز وهذا ما فعله عمر.
إن الكتاب كتاب إسلامي قرآني. وإني أراه يمتاز بمميزات ثلاثة: الأولى وحدة موضوعة. الثانية أنه سد نفوسنا حاجة ملحة في هذا الفترة من الزمن. الثالثة بيانه المشرق وتعبيره الرائق.