مؤيدة كلها بالأسانيد القرآنية والنبوية ومأثورات السلف الصالح.
وحين كنت أطالع هذا الكتاب، كان يقوم بنفسي اعتراض أو رأي أو حاجة، فما هي إلا بضعة سطور أو بضع صفحات حتى أجد ما أحب وأرجو، كأنما كنت معه على ميعاد غير منظور.
وإن السلام الذي ننشده بهذا الكتاب، وبدعوتنا الربانية المشرقة، ليحمنا على التدقيق في كل ما نكتب وما نقول. وإنه قد حاك بنفسي حائك من هذه العبارة (ويكسب الإسلام في النفس السكينة والأمن والسلام، بالركون إلى الله والاطمئنان إلى جواره، والثقة في رحمته ورعايته وحمايته. وهي خاصية العقيدة الدينية التي يشارك الإسلام فيها سائر العقائد السماوية. وإنما يتميز الإسلام بأن العلاقة فيه مباشرة بين الرب والعبد، لا يدخل فيها كاهن ولا قسيس، ولا تتعلق بإرادة مخلوق في الأرض ولا في السماء).
وأنا أحسب أن العلاقة المباشرة بين الرب والعبد ليست مقصورة على الإسلام، إنما هي في الديانات السماوية كلها، من آدم إلى موسى إلى عيسى إلى محمد بن عبد الله، ولكن الوغول في هذه العلاقة حدث على أيدي المحترفين بالدين من الكهان والقسس الذين بدلوا في كلم الله، ولا شك عندي أن الأستاذ المؤلف يقصد بعض الديانات التي زورها أهلها وانحرفوا بها عن سياستها المرسومة.
ويقول الأستاذ المؤلف (حتى الجريمة لا يجوز إثباتها بتسور البيوت والتجسس على الناس في مأمنهم. وقد حدث أن مر عمر بن الخطاب في إحدى جولاته الليلة ببيت سمع فيه صوت رجل وامرأة لعله رابه، فتسور الحائط لينظر، فإذا رجل وامرأة ومعهما زق خمر. فقال عمر. يا عدو الله! أكنت ترى أن الله يسترك وأنت على معصيته! فقال الرجل: يا أمير المؤمنين: أنا عيد الله في واحدة وأنت في ثلاث. فالله يقول (ولا تجسسوا) وأنت تجسست علينا. ولله يقول (وأتوا البيوت من أبوابها) وأنت صعدت من الجدار ونزلت منه والله يقول (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) وأنت لم تفعل.
وهكذا لم يجد عمر أنه يملك عقابه، فاستتابه!
وأحسب أن الإسلام يبيح التجسس فيما هو صالح الرعية والقيام على حياطة القوانين. وعمر رضي الله عنه ما خرج إلا متجسساً مستطلعاً. ويبدو لي أن هذه القصة وضعت