بلهجة شديدة قاسية ذات يوم (إن الإنسان له حرية في الحياة بأن يكون إما مطرقة أو سنداناً). . وقوله (يظهر لي أنه من الخير أن يكون الإنسان مطرقة من أن يكون سنداناً) وهو أمر مألوف منه، ولكن الذي يدعو إلى التمعن لرضاه (تحمل الضربات المتوالية الأبدية). والآن ننتقل إلى شعاره الجديد والمعروف ب (النفور) فقد ظل ملازماً لكتاباته كما كانت (الحرية) شعار (شلر) و (الفداء) شعار واكنر، وكل شيء يدعونا للتردد باعتبار هذا الشعار شعاراً وثنيا على الرغم من إيمانه بالقوة والنضال لأن قوله:(أن الحرب ف الحقيقة مرض عجز عن معالجته الأطباء وهي مخالفة للسنن الطبيعية) رد بليغ على إيمانه بالقوة. أما مسيحيته كعامل ذي أهمية كبرى في تكوين شخصيته فقد كانت فقد كانت تعود بالدرجة الأولى إلى تربيت البروتستانتية. . وقد أسترعي انتباهه بصورة جدية ترجمة لوثر للكتاب القدس فعلق على ذلك بقوله (أنني أتمكن أن أضيف على ترجمة لوثر ولكن بصورة أحسن) ولكن البروتستانتية لم تلبث أمام حدة نقده بل نراه ينبذ ذلك ويلتجئ مرة إلى مدح القوة البدنية أو يلتجئ إلى الكاثوليكية الموحدة للديمقراطية مرة أخرى فيقول (يجب أن يكون الإنسان كاثوليكيا كي يتمكن أن يشارك العامة في عيشه وأن يختلط بهم ويتعرف على مشاكلهم وأن يكون واحداً منهم يشاركهم في السراء والضراء.
سريان التناقض في جميع أعماله ومؤلفاته:
ضعه أينما شئت من طبقات التفكي أو الوجود - استناداً على الشواهد التي لا تقبل الجدل - فستجده حتما في الطبقة المناهضة المعارضة، وهذا من مميزاته حتى في مواقفه الخلقية مثلا، وموقفه فيما يتعلق بالزمن نفسه لا يختلف عن ذلك في شيء فتراه متباطئاً متكاسلا حيناً وتراه مراعيا جهده الوقت حيناً آخر تحت شعار المألوف (ما أغنى إرثي وما أروعه. أن الوقت هو ملكي وأرض حصادي). أما من الناحية الفنية فقد كانت مؤلفاته تناقضاً غريباً بحد ذاتها، فبينما نراه يمثل نفسه تمثيلا موضوعيا (أيوليا) في سخريته، نجده في الوقت ذاته غنائيا واعترافيا، يرسم بأغانيه صورة نفسه ويعبر عنها أحسن التعبير.
ولعلنا بوصفنا إياه كمعترف ومكفر عن ذنوبه نصيب كبد الحقيقة من أن نصفه بأية صفة أخرى، ولنا الآن أن نتصرف على ذلك بصورة إجمالية، كيف كان يشرح حياته ويبين الأهواء التي كانت تتنازعه؟ يمكننا الإجابة على هذا السؤال باطلاعنا على نقاط الضعف