في حياته وكتبه: - فانتحار (فرتر) وخيانة (كلافيكو) وهسترية (تاسو) ودعارة (إدوارد) وخبث (فرناندو) في مؤلفه (استيلا) دلائل ناطقة على سلوكه
إن الإنسان عندما يلاحظ تهوره وسخريته من أدب (المستشفي) ورغبته في تغيير ذلك بأدب روحي سام عوضاً عنه. ومع ذلك فقد كان له (مستشفاه) الخاص، وفي (مستشفاه) هذا يجد اعترافه وضعفه الإنساني باديين بكل جلاء. حتى أن مؤلفيه (مايستر) و (فاوست) يبدوان وكأن الوهن قد أصابهما في جوهريهما وهما لا يعدان شيئا بالقياس إلى الرجولة المثالية التي امتلكت على الشاعر مشاعره.
وعلى الرغم من أن ميزة الرجولة لا تظهر بوضوح في كل هذا النتاج المتنوع كما هي الحال مع (شلر) إلا أن النزعة الروحية الإنسانية بادية في كل ما كتبه بصراحة تدعو إلى الإعجاب وبأمانة تفوق الوصف وبدقة لا متناهية، وفي كل ما كتبه يظهر طابع سحر سخصيته بصورة بارزة، بحيث يمكننا أن نقول وبحق أن الإبداع الأدبي جميعاً قديمه وحديثه لا يوازيه بقوته وسحره.
وكمثال على ذلك أحب استعرض تمثيليته (أكمونت). هذه التمثيلية التي كانت مثاراً للنقد من الناحية الدراماتيكية وحتى من الناحية الفنية المحضة. ومع خروج هذه التمثيلية على جميع نظم المسرح إلا أنها تتسم بجمال فتان، بأخلاق بطلها، ذلك البطل صاحب النزعة الأرستقراطية والشعبية معاً. وما من شك أن روح اللامبالاة الرقيقة التي تسري في مسارب هذه التمثيلية تظهر غوته على حقيقيته بجميع رغائبه وشخصيته، والتي هي في نظري أوج الكمال التي ارتقى إليه سحر غوته - نجد ذلك في أكثر مؤلفاته في علاقته اللاعاطفية مع (كلارجن)؛ تلك الفتاة الصغيرة التي كانت من عامة الشعب وأخت (كرجن) التي عرض لها نفسه بلباسه الملكي الأسباني وهو يحمل الميدالية الذهبية لمجرد غرامه بآهاتها وواهاتها. . وهنا نجد (نرجسيته) التي تتمثل في حبه للفتيات السذج اللائى كان يعتقد بأنهن يمثلن عالم الروح والحب، ولم يربط نفسه بهن إلا برباط الغرام المؤقت، هذا الرباط الذي لم يكن إلا طارئاً ينثره غبار الزمن فينحل وكأنه لم يكن. أما فكرة الزواج فكانت فكرة خيالية عابرة كحبه ,