وفي اليوم الرابع والعشرين من أغسطس. . دعا رجال أنقره إلى حفاة راقصة. . استمرت طول الليل. . وأخبر ضيوفه أنه منهمك في عمل هام. . ثم خرج من البيت قاصدا ميدان القتال! وما هي إلا ساعات حتى اخترق الأتراك خطوط قوات الاحتلال. . وشطروها شطرين. . وكان مصطفى كمال يتنقل من فرقة إلى فرقة مشجعا الجنود وضاربا لهم أروع الأمثلة في الجهاد غير عابئ بسيل الرصاص ينهال حوله من كل جانب. . وفي النهاية انجلت المعركة وانتهت بهزيمة اليونانيين، وفرار البقية الباقية منهم إلى أزمير. . وقد أصدر مصطفى كمال أوامره إلى الأتراك قائلا لهم:
(أيها الجنود. . أن هدفكم هو البحر الأبيض. . فإلى الأمام واستمر يتتبع الجيش الهارب حتى قضى على معظمه. . وقد أنقذت سفن الحلفاء عددا كبيرا من المسيحيين الذين فروا أمام الجيش التركي المنتصر.
ومنذ ذلك الوقت لم يبق في تركيا كلها يوناني واحد، وأصبح الأتراك وجها لوجه أمام الحلفاء المرابطين في المضيقين، وتأهب العالم لرؤية ما سيكون، ولكن سادت روح التبصر والحكمة والاعتدال في اللحظة الأخيرة، ووقع الطرفان شروطا للصلح تقوم على أساس استقلال الوطن التركي، وتحلي الحلفاء عما تمسكوا به من منع الأتراك من استرداد حكمهم في أوربا
وهكذا استطاعت تركيا أن تحصل على استقلالها بفضل جهاد زعيمها العبقري (مصطفى كمال)
ولم يكتف الزعيم بذلك، بل ألغى السلطنة والخلافة، وأعلن الجمهورية، وقام بسلسلة من الإصلاحات الجريئة، التي أعطت لتركيا مظهر الدولة المتمدينة، والتي جعلت (مصطفى كمال) علما من أعلام الترك، وزعيما لنهضتها الحديثة