للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

غناء وورى عن القصة، إلى أن فطن الملك وقال له: ويحك مات شبديز، فقال: الملك يقوله، فقال له: (زه) ما أحسن ما تخلصت وخلصت غيرك! وجزع عليه جزعا عظيما، فأمر تنطوس بن سنمآر بتصويره، فصوره على احسن وأتم تمثال، حتى لا يكاد يفرق بينهما إلا بإدارة الروح في جسدهما. وجاء الملك فرآه فاستعبر باكياً عند تأمله إياه الخ) - ومما رواه ياقوت عن الهمذاني، أن بعض فقهاء المعتزلة قال: لو أن رجلاً خرج من فرعانة القصوى، وأخر من سوس الأبعد قاصدين النظر إلى صورة شبديز ما عنفا على ذلك -

وأما أنا فلم أر التمثال من الإتقان والأحكام على النحو الذي وصفوا. ولا ريب أن الزمان قد ذهب بروائه، وقد كسر رأس الفرس وبقي سائره

وقد نظم خالد الفياض قصة شبديز التي تقدمت. ومما قيل في شبديز من الشعر قول أبي عمران الكردي:

وهم نقروا شبديز في الصخر عبرة ... وراكبه يرويز كالبدر طالع

عليه بهاء الملك والوفد عكّف ... يخال به فجر من الأفق ساطع

تلاحظه شيرين واللحظ فاتن ... وتعطو بكف حسَّنتها الأشاجع

يدوم على كرّ الجديدين شخصه ... ويُلفى قويم الجسم واللون ناصع

وعلى الجبل إلى اليسار الطاق صور أخرى ساسانية، منها صورة تمثل أردشير بن بابك مقيم الدولة الساسانية، وقد داس عدوه أردوان، وصورة أخرى تمثل الملك سابور، وأمامه أسيرة الإمبراطور فلريان جاثياً

برحنا كرمانشاهان صباح الثلاثاء، فنزلنا عند طاق بستان مرة أخرى لنعيد النظر إلى برويز وشبديز وما هنالك من الصور، ثم استأنفنا المسير والساعة ثمان ونصف، فوقفنا بعد نصف ساعة على آثار الملك دارا في جبل بيستون. وهو جبل شاهق يكاد يعيا الطرف دون قمته. وقد سويت فيه على ارتفاع عظيم صفحة صور فيها الملك دارا وأمامه وفود الأمم المغلوبة. وتحت الصورة نقوش كثيرة بالفارسية القديمة، والآشورية. وكانت هذه النقوش مفتاح اللغة الفارسية القديمة كما كان حجر رشيد مفتاح اللغة المصرية. وعلى مقربة من هذه الآثار موضع في الجبل منحوت يظن انه أريد تسويته للنقش عليه ثم عدل

<<  <  ج:
ص:  >  >>